وللصفي المذكور:
ولقد ذكرتك والجماجم وقّع … تحت السنابك والأكفُّ تطيرُ
والهامُ في أفق العجاجة حُوّمٌ … فكأنها فوقَ النسور نسورُ
فاعتادني من طيب ذكرك نشوة … وبدت عليَّ بشاشة وسرورُ
فظننت أني في مجالس لذتي … والراحُ تجلى والكؤوس تدورُ
ولاثير الدين المشهور بأبي حيّان:
لقد ذكرتك والبحر الخضمّ طفت … أمواجُهُ والورى منه على سَفَرِ
في ليلةٍ أسبلت جلبابَ ظلمتها … وغار كوكبها من أعين النسْر
والماء تحت وفوقَ المزنِ واكفةٌ … والبرقُ يستل أسيافًا من الشررِ
والروح من حَزَن راحت وقد وردت … صدري فيالك من وَرْدٍ ومن صَدَرِ
ولأبي طالب الرّقي:
ولقد ذكرتك والظلام كأنه … يوم النوى وفؤادُ من لم يعشق
ولبعضهم:
ولقد ذكرتك والرماح تنوشني … عند الطعان وساعدي مغلولُ
ولقد ذكرتك والذي أنا عبده … والسيف بين ذوائبي مسلولُ
ولابن أبي حجلة في رمل طريق مصر إلى الشام:
ولقد ذكرتكُم برملٍ روْعُهُ … في قلب كل مشرق ومغربِ
وبنو بياضة كالدبا من حولنا … بسوادهم سدّوا فسيحَ السبسبِ
والقُضْبُ تبري هامَ كلِّ مدجج … من كف أشوس بالحروب مهذبِ
وأسنة الأرماح تلمع في الدجى … كوميض برق في الدجى متلهّبِ