للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول ابن رشيق (١٧):

ولقد ذكرتكِ في السفينة والردى … متوقَعٌ بتلاطمِ الأمواجِ

والجوُّ يهطلُ والرياحُ عواصفٌ … والليلُ مسودُّ الذوائبِ داجي

وعلى السواحلِ للأعادي عسكرٌ … يتوقعون لغارةٍ وهياجِ

وعلت لأصحاب السفينة ضجة … وأنا وذكرك في ألذِّ تناج

وقول أبي الثنا محمود:

ولقد ذكرتك والسيوف لوامع … والموت يرقب تحت حصن المرقبِ

والحصنُ من شفق الدروع تخاله … حسناء ترفلُ في رداء مُذْهَبِ

سامي السماك فمن تطاول نحوه … للسمع مستمعًا رماه بكوكبِ

والموتُ يلعب بالنفوسِ وخاطري … يلهو بطيّب ذكرك المستعذبِ

وقول الصفى الحلي (١٨):

ولقد ذكرتك والعجاج كأنه … مُطلُ الغنيّ وسوء عيش المُعْسرِ

والشوسُ بين مجدّلٍ في جندلٍ … منا وبين معفر في مغفر

فظننت أنّي في صباحٍ مسفرٍ … بضياء وجهك أو سماءٍ مقمرِ

وتعطرت أرضُ الكفاح كأنما … فتقت لنا أرض الجلاد بعنبرِ


(١٧) ابن رشيق: هو الحسن بن رشيق صاحب كتاب العمدة المشهور المعروف بالقيرواني شاعر وأديب نحوي لغوي مؤرخ عروضي ناقد ولد بالمهدية سنة ٩٣٠ هـ- له تاريخ القيروان، الشذور في اللغة، الرسائل الفائقة، قراضة الذهب في نقد أشعار العرب توفي بالقيروان سنة ٤٦٣ هـ-.
(١٨) الصفي الحلي: عبد العزيز بن سرايا بن علي صفي الدين أديب شاعر ولد بالحلة سنة ٦٧٧ هـ- ومهر بالشعر وتعاطى التجارة ورحل إلى مصر والشام وماردين له ديوان شعر كبير وبديعية وغير ذلك توفي ببغداد سنة ٧٥٢ هـ-[معجم المؤلفين ٥/ ٢٤٧].

<<  <   >  >>