يريدك في هذا الوقت، فقمت مسرعًا كأنّي بالجامع المظفري فخرجت من الباب الغربي فرأيت رجلًا يقود فرسًا مسرجًا ألصقها بالصفة التي على الباب فقال: اركب فقلت من أنا حتى أذهب لحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- راكبًا أنا أمشي على عيني، قال: هكذا أمرت فمسك الركاب لي فركبت وذهبت فكأني بالناس شقوا لي زقاقًا في الوسط، فسرت بينهم إلى أن وصلت إليه فتأخرت عنه قليلًا لئلا أحاذيه بفرسي وهو راكب، فجعلت رأس فرسي قريبًا من ركبته الشريفة، وتكلمنا كثيرًا ثم استيقظت وأنا مفكر في واقعتي، وإذا برسول الشيخ أيوب جاءني من السلطانية إلى الجامع المظفري فيقول لي الشيخ يطلبك فسرت فلما دخلت عليه ضحك وأنشدي ارتجالًا مواليا:
والسالمي أحمد السالك طريق القوم … نسيج وحده ظريف الشكل غالي السوم
رأى الذي بي من البلوى ورامِ اللوم … فعاد وهو سميري في المحبة دوم
ثم التفت إلى الحاضرين من أهل الطريق وقال: إن طريقم يحمله هذا وهو صاحبه وأشار إليّ فتعجبت ولم يتقدم لي معهم تبعية ولا جمعية، ثم قال لي: اجلس فجلست فبايعني على طريقه، وقال: نذهب في هذا اليوم إلى مقام برزة فقلت مرحبًا فجيء بدابتين إحداهما له والأخرى لي وبقية الناس يمشون وكلمني ببعض ما رأيت آنفًا في واقعتي، ورأيت بعض من رأيت في الواقعة معه، فعرفت أنّه الوارث المحمدي فازدادت محبتي له واعتقادي فيه، ثم إننا جئنا فقال: مكاننا لا يصلح للطريق فاختر لنا مكانًا فجئنا للمدرسة الضيائية تجاه الجامع المظفري من الشرق وكان لنا بها مُدة لا تقوم لها مَدة. ثم رأيت كأن سبعة نفر شكل بريد السلطان جاؤوا إلى الضيائية وسألوا عني فقلت: وماذا تريدون منه فقالوا هو مطلوب الملك فقلت: أنا هو، وهل أليق لذلك فقالوا: نحن رسل لا ندري، فانزعجت واستيقظت