للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الارادات) في الفقه للشيخ مرعي، حرره تحريرًا أنيقًا، وله التاريخ المشهور الذي سماه (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ابتدأ فيه من الهجرة إلى سنة ألف منها وذكر فيه ما وقع من الحوادث المشهورة وتراجم الأعيان من العلماء والملوك وغيرهم على سبيل الاختصار في جميع ذلك في مجلدين، وله غير ذلك من الرسائل والتحريرات، وخرج لنفسه ثبتًا لمشايخه ومروياته وسماه [] (١٢).

ولد بدمشق في نهار الأربعاء ثامن رجب سنة اثنتين وثلاثين وألف وبها نشأ وقرأ القرآن العظيم وطلب العلوم مشمرًا عن ساق الاجتهاد؛ فأخذ عن أعلام الأشياخ بدمشق، من اجلهم بل أجلهم الأستاذ الكبير العارف الشيخ أيوب الخلوتي، وتلقى الفقه قراءة وأخذًا عن الشيخ تقي الدين عبد الباقي ابن عبد الباقي مفتي الحنابلة بدمشق، وعن الإمام شمس الدين محمد بن بدر الدين بن بلبان الصالحي المتقدم ذكرهما، وأجازوه، ثم رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة طويلة للأخذ عن علمائها؛ فأخذ بها عن الشيخ الإمام سلطان المزاحي والنور علي الشبراملسي والإمام شمس الدين محمد البابلي والشهاب أحمد القليوبي الشافعيين وغيرهم، ثم رجع إلى دمشق وهو فاضلٌ ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثير من أبناء عصره، وكان لا يمل ولا يفتر من المذاكرة والإشغال، وكتب الكثير بخطه الحسن المضبوط، وكان خطط حسنا بيّن الضبط حلو الأسلوب والتناسب، قال تلميذه المحبي في تاريخه: وكان مع كثرة امتزاجه بالأدب وأربابه مائل الطبع إلى نظم الشعر إلا أنه لم يتفق له نظم شيء في ما علمته منه ثم أخبرني بعض الإخوان أنه ذكر له أنه رأى في المنام كأنه ينشد هذين البيتين قال وأظن أنهما له وهما:


(١٢) في الأصل بياض تركه المؤلف لاسم الثبت ولم نعثر عليه في هدية العارفين

<<  <   >  >>