للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كنت في لجة المعاصي غريقًا … لم تصلني يمدٌ تروم خلاصي

أنقذتني يد العنايةِ منها … بعد ظني أنْ لات حين مناصِ

ثم وقفت له على أبيات بناها على لغز في طريق وهي:

ما اسم رباعيُّ الحروفِ تخالُهُ … لمناطِ أمرِ المنزلين سبيلا

وتراه متضحًا جليًا ظاهرًا … ولطالما حاولت فيه دليلا

وله صفات تباينٍ وتناقضٍ … فيرى قصيرًا تارة وطويلا

ومقوّمًا ومعوّجًا ومسهلًا … ومصعِّدًا ومحزّنًا ومهولا (١٣)

والخير والشر القبيح كلاهما … لا تلق عنه فيهما تحويلا

سعدت به أهل التصوف إن به … امتازوا فلا يبغوا به تبديلا

تصحيفه وصف لطيف إن به … حمّلت (١٤) أوصافًا تنال قبولا

وإذا تصحفَ بعد حذفِ الرُّبع منه … تجده حرفًا فابغه تأويلا

أو ظرفًا أو فعلًا لشخصٍ قد غدا … في وجهه بابُ الرجا مقفولا

وبقلبه وزيادة في قلبه … لبيان قدر النقص صار كفيلا

وبحذف ثالثه وقلب حروفه … كم راقت الحسنا به تجميلا

فأبن معمّاه بقيت معظمًا … تزداد بين أولي الحجى تكميلا

وذكر الأمين المحبي في تاريخه المذكور في ترجمة السيد محمد بن السيد كمال الدين بن محمد بن حمزة نقيب السادة الأشراف بدمشق (١٥) فقال: وكانت تصدر عنه مجالس تؤثر عنه ويُحدّثُ عن عظم وقعها في النفوس؛ فمن ذلك أنّه خرج


(١٣) في خلاصة الأثر: (وسهولا).
(١٤) في خلاصة الأثر: (جملت).
(١٥) ترجمته في خلاصة الأثر ٤/ ١٢٤.

<<  <   >  >>