للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أشار لأولاده ومن في مجلسه من أحفاده بأن يضمن كلٌّ منهم هذا المصراع وينظم ما يناسبه على وجه الإتباع، وما قصده إلا سبرُ قرائحهم واختبار شائلهم وراجحهم فانتدب ولده الندب السيد عبد الرحمن فقال:

نبذ العهودَ مُغاضبي فألَّم بي … في صورة الإشفاق طيف النابذِ

فسألته أن لا يفوه بما جرى … فيحيله عني بقولٍ نافذِ

فمضى ونمّ عليّ فيما قلته … فأتى يهدّدني بسيفٍ شاحذِ

رُحماك قد صدق الخيالُ وإنّما … هذا مقام المستجير العائذِ

ثم تلاه تِلوه السيد عبد الكريم فقال:

هب قادني فيك الغرام فما الذي … ألجاك تعذيبي بهجرٍ واقذِ

أضراعتي أم ما افترته عواذلي … عني إليكَ من الكلامِ النافذِ

رُحماك بي لا ترعَ غير مودتي … وحفاظ ودي لا تكن بالنابذِ

فلديك منكَ بكَ استعذتُ وإنّه … هذا مقامُ المستجير العائذِ

وقال أيضًا:

ريمٌ رنا نحوي بطرفٍ أدعجِ … فاستلَّ روحي من جميع مآخذي

فطفقت أستعفي اللواحظَ قائلًا … هذا مقامُ المستجيرِ العائذِ

ثم ثلث أخوهما الثالث السيد إبراهيم أفندي المحدّث:

قد أوسعت عيناه قلبي أسهما … إن غض عني هذه أصمى بذي

ما فَوّقت إلا وقلت لسهمها … هذا مقام المستجيرِ العائذِ

ثم قال سيدنا الأستاذ العارف عبد الغني النابلسي قدس الله سره:

لاحظت خالًا تحت صفحة خدّه … متواريًا خوفَ اللهيبِ النافذِ

<<  <   >  >>