للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(رسالة تتعلق بقوله تعالى مالك لاتأمنا على يوسف) و (ورسالة في قوله تعالى فبدت لهما) و (رسالة في تعملون في جميع القرآن بالخطاب والغيبة) و (رسالة في قواعد القراءة من طريق الطيبة) وله بعض كتابة على صحيح البخاري بنى بها على كتابة لوالده عليه لم تكمل، وغير ذلك من التحريرات المفيدة، وكان يسقى به الغيث حتى اسْتُقِي به في سنة ثمان ومائة وألف فكان الناس قد قحطوا من الطر فصاموا ثلاثة أيامٍ وخرجوا في الرابع إلى المصلّى صُيّامًا فتقدم صاحب الترجمة وصلى بالناس إماما بعد طلوع الشمس، ثم نصب له كرسي في وسط المصلى فرقي عليه وخطب خطبة الاستسقاء وشرع في الدعاء وارتفع الضجيج والابتهال إلى الله تعالى، وكثر بكاء الخلق، وكان الفلاحون قد أحضروا حانبا كثيرا من البقر والمعز والغنم وأمسك المترجم بلحيته وبكى وقال: إلهي لا تفضح هذه الشيبة بين عبادك، فخرج في الحال من جهة الغرب سحابٌ أسودُ بعد أن كانت الشمس نقية من أول الشتاء لم يُرَ في السماء غيم، ولم ينزل إلى الأرض قطرة ماء، ثم تفرق الناس ورجعوا، فلما أذّن المغرب تلك الليلة انفتحت أبواب السماء بماء منهمر، ودام المطر ثلاثة أيام بلياليها غزيرًا كثيرا وفرّج الله الكربة بفضله عن عباده، وله كرامات كثيرة وصدقاتٌ سرّيّة على طلبة العلم والصالحين، وكسبه من الحلال الصرف في التجارة مع التزام العقود الصحيحة، حتى في سنة حمس عشرة ومائة وألف كان واليًا بدمشق محمد باشا ابن كرد بيرم فأرسل إليه من طرف الدولة العلية أن يضبط بعلبك والعائدَ منها ويرسله إلى طرفهم لكونها كانت في يد شيخ الإسلام المولى فيض الله مفتي الدولة العثمانية، فحين قتل صارت للخزينة السلطانية العائد منها حتى الحرير وغيره، وكان لما وصل إليه الحرير طرحه على التجار بدمشق وأرسلوا منه جانبا إلى أخ الشيخ أبي المواهب صاحب الترجمة وهو الشيخ سليمان فذهب جماعة إلى عند المترجم وترجوا منه برفع هذه

<<  <   >  >>