للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


الظلمة عنهم، فأرسل ورقة مع خادمه ابن القيسني إلى الباشا، فلما وصل إليه هدّده فهرب من وجهه فما ذهب كان حاضرًا في مجلس الباشا، أحد أعيان جند دمشق وهو محمد آغا الترجمان وباش جاويش وغيرهما فأخبروه بمقام الشيخ وعرفوه بحاله من النسك والعلم والعبادة والولاية، فما تحقق ذلك وكان مراده أن يأخذ من الشيخ مالًا لما سمع بخبره من مزيد الثروة أرسل خبرًا لا أحد يتعدى على التجار ثم إن التجار وقعوا على الشيخ مرة ثانية فأرسل ورقة أخرى إلى الباشا وذكر أنّ الرعية لا تحمل الظلم فإما أن ترفع هذه المظلمة وإمّا نهاجر من هذه البلدة، والجمعة لا تنعقد عندكم، وأيضًا الحرير للسلطان لا لك وزاد على ذلك في الورقة، فما وصلت إليه ترك مراده ورفع الرمية بعدما علم بمقام الشيخ، وأن الرعية تقوم عليه إذا فعل ذلك انتهى.
وكان المترجم رحمه الله تعالى لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يهاب الوزراء ولا غيرهم، وأصيب بولده الشيخ عبد الجليل قبل وفاته بسبع سنوات فصبر واحتسب، ثم بولده الشيخ مصطفى وكان شابا فصبر واحتسب.
ولم يزل على حالته الحسنة وطريقته المثلى إلى أن اختار الله له الدار الباقية، وكانت وفاته في عصر يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شوال سنة ست وعشرين ومائة ألف، ودفن بتربة مرج الدحداح رضي الله عنه ونفعنا ببركاته.
ونسبته إلى فصة وهي قرية ببعلبك عن دمشق نحو فرسخ لأنّ أحد أجداده كان خطيبًا بها فلهذا اشتهر بذلك وأجداده كلهم حنابلة.]

<<  <   >  >>