للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن علي المنيني وغيرهم، وحصل له رحمه الله تعالى في طلب العلم ملاحظة ربانية حتى حصّل في الزمن اليسير مالم يحصّله غيره في الزمن الكثير وانتفع ونفع وساد وبرع، وبعد أن امتلأت صدفته بجواهر العلوم وطفح حوضه بماء التحقيق والفهوم رجع من دمشق إلى قرية سفارين واستقام بها مدة، ثم ارتحل منها إلى مدينة نابلس وتوطنها إلى وفاته. وكان رحمه الله تعالى جليلًا جميلًا صاحب سمت ووقار ومهابة واعتبار، وكان كثير العبادة والأوراد ملازمًا على قيام الليل ودائمًا يحث الناس عليه، وكانت مجالسه لا تخلو من فائدة ولا تعرو عن عائدة، وكان مشغلًا جميع أوقاته بالإفادة والاستفادة يطرح المسائل على الطلاب والأقران ويدور بينه وبينهم المحاورة في التحرير والاتقان، وكان صادعًا بالحق لا يُماري فيه ولا يهاب أحدًا والجميع من أعيان بلده وأمرائها يهابونه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان خيّرًا جوادًا لا يقتني شيئًا من الأمتعة والأسباب الدنيوية سوى كتب العلم فإنه كان حريصًا على جمعها ويقول دائمًا: أنا فقير من الكتب العلمية، وكان كل ما يدخل إلى يده من الدنيا ينفقه وعاش مدة عمره في بلده عزيزًا موقرًا محتشمًا وألّف التآليف العديدة، وصنف الأجوبة السّديدة، فمن تآليفه (شرح ثلاثيات مسند أحمد) في مجلد ضخم، وشرح نونية الصرصري سماه (معارج الأنوار، في سيرة النبي المختار) في مجلدين، و (تحبير الوفا، في سيرة المصطفى)، مجلد، و (غذاء الألباب، في شرح منظومة الآداب) مجلد ضخم و (البحور الزاخرة في علوم الآخرة) مجلد ضخم و (كشف اللثام في شرح عمدة الأحكام) و (نتائج الأفكار، في شرح حديث سيد الاستغمار)،، و (الجواب المحرر، في الكشف عن حال الخضر والاسكندر)، و (عرف الزرنب، في شأن [٧٩ - ب] السيدة زينب)، و (القول العلي في شرح أثر أمير المؤمنين على رضى الله عنه) و (شرح منظومة الكبائر الواقعة في الإقناع) و (نظم الخصائص

<<  <   >  >>