للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بغداد ثم انتشر بكثير من بلاد الشام وضعف الآن في القرن الثامن) (١). وإلى مثل هذا يشير ابن خلدون منوها باهتمام الحنابلة بالسنة وعنايتهم بالحديث وروايته فيقول: (وأما أحمد بن حنبل فمقلدوه قليل … وأكثرهم بالشام والعراق في بغداد ونواحيها وهم أكثر الناس حفظًا للسنة ورواية الحديث) (٢) وإذا تساءلنا عن انتشار المذهب في أقطار أخرى غير العراق والشام لم نقع على نصوص تشير إلى ذلك إلا أن السيوطي في حسن المحاضرة (٣) يقول: (وهم بالديار المصرية قليل جدًا ولم أسمع بخبرهم فيها إلا في القرن السابع وما بعده؛ وذلك أنّ الإمام أحمد رضي الله عنه كان في القرن الثالث، ولم يبرز مذهبه خارج العراق إلا في القرن الرابع … وأول إمام من الحنابلة علمت حلوله بمصر هو الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب العمدة) وإذن فالمذهب انتقل إلى مصر من بيت القدس. وفي خطط المقريزي (٤): (أنّه لم يكن له [أي المذهب الحنبلي] وللمذهب الحنفي كبير ذكر بمصر في الدولة الأيوبية ولم يشتهر إلا في آخرها. ثم ازداد انتشاره بعدئذ في زمن القاضي عبد الله بن حمد الحجاوي الذي تولى قضاء قضاة الحنابلة بمصر سنة ٧٣٨ هـ). أما المقدسي (٥) فيذكر أن المذهب كان موجودا في القرن الرابع بالبصرة وبإقليم فور والديلم والرحاب وبالسوس من إقليم خوزستان وأنّ الغلبة كانت له وللشيعة.

وفي كتابنا (النعت الأكمل) هذا نتعرف من خلال التراجم على كثير من


(١) المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين لأحمد تيمور باشا ٨٨ وها بعد.
(٢) المرجع السابق ٨٩.
(٣) المرجع السابق ٨٩.
(٤) المرجع السابق ٩٠.
(٥) المرجع السابق ٩٠.

<<  <   >  >>