للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا حديثي وما حالَ الزمانُ ولا … طالَ المقامُ (٧٠) وعندي من يُسلّيني

سأرحل العيس عنها وهي صاغرةٌ … إلى الشآم وأدنى الرزقِ يكفيني

أسعى إليهِ فيعنيني تطلّبُهُ … ولو قعدت أَتاني لا يُعنيّني

وأورد الشمسُ المذكورُ قصائدَ أخرى رأينا تركها خشيةَ التطويل أجدر وأحرى. ثم قال: والفرق بين دمشق والشام ظاهر؛ فإن الأول اسم للمدينة المعروفة، والثاني حده كما قال العلّامة البرهاني البقاعي في كتابه (الإعلام بسنّ الهجرة إلى الشام) ناقلا عن (تهذيب الأسماء واللغات) لشيخ الإسلام النووي: إنه من العريش (٧١) إلى الفرات في الطول، قال هذا هو المشهور وقيل إلى بالس (٧٢)، وفي كتاب البلدان للحافظ الذهبي: إنه من الغرب من البحر الرومي، ومن الجنوب رمل مصر والعريش ثم تيه بني إسرائيل وطور سيناء ثم تبوك تم دومة الجندل (٧٣) ومن الشرق برّية السماوة، وهي كبيرة ممتدة إلى العراق ينزلها عرب الشام ومن الشمال مما يلي الشرق الفرات إلى بلاد الجزيرة، يعني وإلى البحر المالح، وسبب تأليف كتاب (البرهان) المتقدم ذكره أنه لما أراد النقلة من مصر لأمور أنكرها وقت أبصرها أذكرته ما روى بعض المؤرخين في السيرة النبوية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما مر على أخت عدي بن حاتم (٧٤): (ارحموا عزيزًا ذلّ، وغنيًا افتقر، وعالمًا ضاع بين جهال)،


(٧٠) في غوطة دمشق: المطال.
(٧١) العريش: مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم، معجم البلدان ٣/ ٢٦٠، ٦٦١.
(٧٢) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة معجم البلدار ١/ ٤٧٦ وما بعد.
(٧٣) دومة الجندل: هي على سبع مراحل من دمشق بينها وبني مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. معجم البلدان ٢/ ٦٢٥ وما بعد.
(٧٤) أخت عدي بن حاتم: سفانة بنت حاتم من ربات الفصاحة والبلاغة والحسن والكرم.=

<<  <   >  >>