ومنها قوله تعالى:{أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس}، إِلى قولهن {وكذلك زين للكافرين}، على أنّ ضلاله بقدر اللهِ.
ومنها قوله تعالى:{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء}.
روى عبد الرزّاق، عن سفيان الثوريّ، عن عمرو بن قيسٍ، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي جعفرٍ، قال: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية، كيف يَشرَح صدرَه؟ قال:"نورٌ يُقذَف فيه فينَشرِح ويَنفسِخ". قالوا "فهل لذلك مِن أمرَةٍ يُعرَف بها؟ ""نعم الإِنابة إِلى دار الخلود، والتجافى عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت".
ورَوى أيضًا عن مَعْمرٍ، عن عطاء الخرسانيّ والكلبيّ، في قوله:{يجعل صدره ضيقا حرجا}. قالا:"ليس للخير فيه مَنفَذٌ".
{كأنما يصعد في السماء}. قلتُ: أي يجد لقبول الإِيمان مشقّةً وتَكَلُّفًا، كما يجد الذي يَصَّعَّد في السماء؛ أي يريد الصعودَ، ولا يمكنه.
ثمّ قال:{كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون}. و "الرجس" اللعنة والعذاب. وقيل: الكفر. وقيل: الشيطانُ، يُسّلَّط عليه، فيُفضِلّه.
ومنها قوله تعالى:{وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم}، إِلى قوله:{ولوشاء الله ما فعلوه}، وقبلها:{ولو شاء ربك ما فعلوه}. والاستدلال بمِثل هذا سبق.
ومنها قوله:{ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى القوم الظالمين}. وسبق مثلُها والكلام عليه.