ومن أحيا شعبة وسقي منها عقاره بذلك السيل، ثم أظهره على من بعده، فله الانتفاع في أرضها بما شاء من غرس وزرع وغيرهما بلا ضرر على ممر السيل، لأن حقهم في المرور لا في رقبة الأرض، قاله شيخنا.
قوله: ولا يملك ما قرب من العامر وتعلق بمصالحه إلى آخره.
زاد في "الرعاية": ولم يستغن عنه. والذي تحرر لنا من كلامهم أن مثل قرى نجد يملك ما حولها بالإحياء، لأن إحياءها شيئا فشيئاً، ويعلم من حال المحيي لها أولا أنه يود أن يحيي ما حولها لطلب قوتها، فيمكن حمل ذلك على ما يضر بالبلد إحياؤه.
قوله: وتسقط الشفعة إلى آخره.
ظاهره أن الغدر ليس عذراً في ذلك، لكن يحرم ذلك على فاعله لأنه خديعة لأخيه، قاله شيخنا.
ما قولكم في قوله في اللقطة: ما لا تتبعه همة أوساط الناس.
ما الوسط، هل هو الخيار، لقوله صلى الله عليه وسلم:"بعثت من أوسط قومي" أي خيارهم؟ أم الذي بين الطرفين لا شريف ولا وضيع، ولا غني ولا فقير، لتمثيلهم بالحبل والشسع؟
فأجاب عبد الرحمن بن عبد الله بن ناصر المفتي بالأحساء: المراد بالوسط - كما هو ظاهر - ما ذكره السائل آخر كلامهم، لما أشار إليه من تمثيلهم بما ذكره، كثر الله من أمثاله. انتهى.
هل يحصل إحياء أرض بنحو ساقي يدور عليها فيه ماء أم لا؟
الذي تقدم من القضاة يجيزونه، والظاهر أن لا يكون إحياء، قاله شيخنا.
ومن "حاشية ابن نصر الله" وفي "الرعاية": من أوسط الناس.
ومرادهما من رجل وسط، ولا عبرة بمفرط الطول ولا مفرط القصر.