للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله لأُحدثنكم حديثًا لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكموه، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: «ما من امرئ يتوضأ فيُحسن وضوءه، ثم يُصلي الصلاة إلا غُفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يُصليها. قال مالك: أراه يُريد هذه الآية: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: ١١٤].

قوله: «لولا أنه في كتاب الله» رواه يحيى بن يحيى، وابن بكير، عن مالك «أنه» بهمزة ونون مشددة. ورواه أبو مصعب عن مالك «لولا آية» بهمزة ممدودة وياء تحتية. وكذلك رواه مسلم عن حُمران عن عثمان، فيحتمل أن عثمان حدث بذلك مرتين، فقال مرة: «لولا أنه» وقال مرة: «لولا آية». ويحتمل أن حمران حدَّث بذلك عروة فقال مرة: (أنه) ومرة: (آية). وزعم ابن حجر في «فتح الباري» أن رواية (أنه) بهمزة ونون تصحيف، وهذا خطأ وجرأة على الرواة الثقات، فإن الحديث

معنعن في «الموطإ» فلا يظن برواته أنهم نقلوه من الكتب بطريق المناولة؛ لأن هذه الطريقة لم تكن متبعة عند أئمة السلف. وأعجب من ذلك أن ابن حجر اعتذر للتصحيف بسبب زيادة كلمة «في كتاب الله» في «الموطإ» و «صحيح مسلم»، فصحف لأجلها بعض رواته لفظ (آية) بالتحتية فصيره بالنون، يعني وسلم من ذلك رواة «صحيح البخاري» إذ ليس في حديثه ذكر كلمة «في كتاب الله».

ومعنى قول عثمان: «لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكموه»: أنه إن لم يحدث به وجد الناس معناه في القرآن الذي لا يخفى عن أحد، ومعنى كونه في كتاب الله أنه

<<  <   >  >>