للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يعود مريضاً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح» ومحل الندب إذا كان عنده من يقوم به لأنها فرض كفاية حيث تعدد من يقوم به وإلا تعينت. ويطالب بها ابتداء القريب فالصاحب فأهل موضعه، فإن ترك الجميع عصوا والعائد يكون ذكراً أو أنثى وإن أجنبية بدون خلوة. (ومنه): أي من أفراد المريض الذي يعاد (الأرمد) وصاحب ضرس ودمل على الراجح. (و) يندب (الدعاء له): أي للمريض وإن كان لا يكره المريض وضع اليد عليه ندب وضعها ومن أحسن الدعاء: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك» سبعاً للوارد بذلك (و) يندب للعائد (طلب الدعاء منه) أي من المريض وترك المندوب خلاف الأولى. (و) يندب (قصر الجلوس عنده) ما لم يطلبه وكثرة الجلوس بدون طلب مكروه أو حرام. (و) يندب أن (لا يتطلع لما في البيت) من الأمتعة وقد يجب وربما يشعر به المصنف. (و) يجب على العائد أن (لا يقنطه) من العافية إذ فيه غاية الأذية، ويندب تقليل السؤال عن حاله، فكثرته مكروهة، وقد يحرم ويندب أن يظهر له الشفقة فعدم ظهورها بالسكوت خلاف الأولى وبإظهار ضدها من التشفي فيه حرام للأذية ويندب الخشوع حال الجلوس عنده وأن يبشره بثواب المريض ويطلب من المريض أن لا يضيع ما عليه من الطاعة وأن يكثر الرجاء وعدم التشكي إلا لمن يرجى دعاؤه ولا يخرج في كلامه ولا يتوكل على طبيب عند الدواء.

(وندب للعاطس) حيث لم يكن في الصلاة (حمد الله): أي قوله: الحمد لله، فقط على المعتمد وقيل: يزيد "رب العالمين" كفعل ابن مسعود وقيل: يزيد "على كل حال" كفعل ابن عمر. وقيل يقول: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كفعل غيرهما. (و) يجب على من سمع العاطس المسلم كفاية حيث لم يكن المشمت في الصلاة ولم يكن العاطس امرأة يخشى من كلامها الفتنة وإلا فلا تشميت (تشميته بـ يرحمك الله) بدون ميم الجمع، فإن كان العاطس كافراً قال له هداك الله (إن سمعه): أي سمعه يحمد الله أو سمع شخصاً يشمته، لكون ذلك الشخص سمع حمده، لكن يقال حيث شمته الغير سقط فرض الكفاية؟ نعم، على قولصاحب البيان إن التشميت فرض عين ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: «حقاً على كل من سمعه أن يقول له: يرحمك الله» فإن لم يسمعه إلخ فلا يطلب التشميت نعم يندب له أن يذكره كما قال. (وتذكيره إن نسي) العاطس الحمد لله، واعلم أنه إن عطس فوق ثلاث سقط طلب التشميت ويقول له: أنت مضنوك، أي مزكوم عافاك الله، وهذا إن توالى الزائد وإلا فيشمت. (ويندب) للعاطس (رده بـ يغفر الله لنا ولكم) بميم الجمع لأن الملائكة تشمت (أو) يرد بقوله: (يهديكم الله ويصلح بالكم) حالكم والأولى الجمع. لا يقال الدعاء بالهداية للمؤمن من تحصيل الحاصل؛ لأنا نقول المراد بالهداية لتفاصيل الإيمان وقد أمر الله بطلبها في كل ركعة من الصلاة {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: ٦] اهـ ملخصاً شيخنا العدوي رضي الله عنه.

(وندب لمتثائب) بالمثلثة وبالمد والهمز لا بالواو أي لمن فتح فاه بسبب البخارات المجتمعة من الأكل الكثير ومن الشيطان للكسل ولذا لم يتثاءب نبي (وضع يد) يمنى أو ظهر اليسرى أو أي شيء يمنع دخول الشيطان في فيه وبعد التثاؤب يتفل بريق خفيف ثلاثاً

ــ

هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم} [النور: ٢٨].

قوله: «لقوله - صلى الله عليه وسلم - ما من رجل» إلخ: أي ولقوله أيضاً: «من عاد مريضاً خاض في رحمة الله فإذا جلس عنده استقر فيها، ومن توضأ فأحسن الوضوء ثم عاد مريضاً أبعده الله عن النار سبعين خريفاً».

قوله: [الأرمد] إلخ: أي وأما ما ورد من أن صاحب هذه الثلاثة لا يعاد فقد ضعفه بعض المحدثين.

قوله: [وربما يشعر به المصنف]: أي حيث أتى بـ لا التي تكون للنهي والأصل فيه التحريم.

قوله: [ويطلب من المريض]: أي على سبيل الوجوب في الواجب والندب في المندوب ويكون على حسب الطاقة.

قوله: [ولا يخرج في كلامه]: أي عن الحدود الشرعية بالكلمات المستقبحة شرعاً.

قوله: [ولا يتوكل على طبيب عند الدواء]: أي بل يقصر توكله على الله والتداوي لا ينافي ذلك؛ لأن الكل من عند الله.

قوله: [حيث لم يكن في الصلاة]: أي وأما لو كان فيها فيكره له ذلك مع صحة الصلاة.

قوله: [حيث لم يكن المشمت في الصلاة]: أي فإن كان فيها وشمت غيره بطلت إن كان متعمداً عالماً أنه في الصلاة وإلا سجد للسهو.

قوله: [تشميته]: أي ولو تسبب في العطاس.

قوله: [وتذكيره إن نسي]: أي بأن يقول: " الحمد لله رب العالمين " كما قال بعضهم:

من يسبقن عاطساً بالحمد يأمن من ... شوص ولوص وعلوص كذا وردا

عنيت بالشوص داء الضرس ثم بما ... يليه للأذن والبطن استمع رشدا

قوله: [بسبب البخارات المجتمعة]: أي وقد يكون لمرض.

قوله: [أو ظهر اليسرى]: أي لا باطنها؛ لأنه معد

<<  <  ج: ص:  >  >>