للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن كان في غير الصلاة (ولا يعوي كالكلب) لأنه فعل قبيح عرفاً.

(وندب كثرة الاستغفار) لما ورد في ذلك قال تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً} [نوح: ١٠] وقال تعالى: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: ٣٣] وقال تعالى: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} [المزمل: ٢٠] وقال صلى الله عليه وسلم: «من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات فقال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف». وينبغي أن يستغفر للمؤمنين لقوله صلى الله عليه وسلم: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» وقال صلى الله عليه وسلم: «الاستغفار ممحاة للذنوب».

(و) يندب (الدعاء) قال تعالى: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: ٦٠] إن قلت وعده حق فإذا طلب العبد ما لم يكن في علمه حصوله فيلزم إما إخلاف الوعد أو غير ما تعلق به العلم. قلت أجيب بأن وعده تعالى بالإجابة لا بخصوص المطلوب أو أنه لا يوفق لطلب ما لم يعلم حصوله وقال صلى الله عليه وسلم: «الدعاء مفتاح الرحمة» وفي رواية: «الدعاء سلاح المؤمن» وفي رواية «الدعاء جند من أجناد الله».

(و) يندب (التعوذ في جميع الأحوال) كعند دخول المنزل يقول: بسم الله ما شاء الله، وعند الخروج كما روي عنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند خروجه من المنزل: «اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل [١] أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي» وروي «إذا قال عند خروجه بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال كفيت وهديت ووقيت فتنفر عنه الشياطين» الحديث. (وأحسنه: ما ورد في الكتاب) نحو: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} [البقرة: ٢٠١] (والسنة) كقوله صلى الله عليه وسلم «سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت» الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» وقد علمه صلى الله عليه وسلم لرجل أتعبه الدين قال الرجل فبعد مدة قليلة فاض خيري على الجيران (ولا سيما عند النوم) فقد كان صلى الله عليه وسلم عند النوم يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن بعد أن يضطجع على شقه الأيمن ويده اليسرى على فخذه الأيسر ثم يقول: «اللهم باسمك وضعت جنبي وباسمك أرفعه اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك اللهم إني أسلمت نفسي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي إليك رهبة منك ورغبة إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك أستغفرك وأتوب إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وآمنت برسولك الذي أرسلت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت رب قني عذابك يوم تبعث عبادك». (و) خصوصاً يتأكد الدعاء عند علامات (الموت) فإنه وقت شدة وحضور الفتانات ويدعو بنحو: «ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً اللهم هون علينا سكرات الموت».

(ويجوز الرقى) جمع رقية وتكون (بأسماء الله) وبأسماء النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين (وبالقرآن) ويتحرى ما يناسب وإن كان القرآن كله شفاء على أن من في قوله تعالى {وننزل من القرآن} [الإسراء: ٨٢] للبيان (وقد ورد) الرقى بأسماء الله، كما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ أهل بيته بيده اليمنى ويقول: «اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً» وأقر صلى الله عليه وسلم من رقى بالفاتحة

ــ

لإزالة الأقذار.

قوله: [إن كان في غير الصلاة]: أي وأما في الصلاة فيبطلها التفل إن كان عمداً أو جهلاً.

قوله: [وإن كان قد فر من الزحف]: بالغ عليه؛ لأنه من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله

قوله: [أن أضل أو أضل] إلخ: الأول في كل مبني للفاعل والثاني مبني للمفعول، ومعنى الجميع ظاهر

قوله: [الحديث]: تمامه: «ويقولون ما تصنعون عند رجل قد كفي وهدي ورقي» أفاده النفراوي.

قوله: «لا إله إلا أنت الحديث تمامه: خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».

قوله: [ولا سيما عند النوم والموت]: هكذا في نسخة وقد شرح عليها الشارح وفي نسخة بأيدينا ليس فيها ذلك.

قوله: «فاغفر لي ما قدمت وما أخرت»: تعليم منه - عليه الصلاة والسلام - لأمته لعصمته من الذنوب وهذا أحسن ما يحمل عليه الحديث، وهذا الدعاء مجموع من عدة أحاديث مع زيادة ونقص غير مخلين.

قوله: [ويجوز الرقى]: عبر بالجواز رداً على من توهم المنع واستدل بالحديث الآتي وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً» إلخ ويأتي الجواب عنه.

قوله: [ويتحرى ما يناسب]: أي والأولى تحري الآيات والسور التي ورد استعمالها في التعوذات والرقى.

قوله: [على أن من] إلخ: أي وهو المعتمد فأي آية من كلام الله شفاء ولو اشتملت على ذم؛ لأن شفاءها من حيث تنزلها من الله.

قوله: [كما في الصحيحين]: أي وفي صحيح مسلم أيضاً عن عثمان بن العاص:


[قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة]
[١] قوله: (أزل أو أزل) في ط المعارف: (أذل أو أذل).

<<  <  ج: ص:  >  >>