للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأجيب بوجوه: الأول: أن المنع فيما إذا كان الجار حرفا؛ لأن اتصاله أشد، ولهذا جاز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في الجملة، ولم يجز بين الحرف ومجروره.

الثاني: أن المجرور هنا في حكم المنفصل؛ لكونه فاعل المصدر.

الثالث: أن المراد العطف من حيث المعنى، وأما بحسب اللفظ فهو على حذف مضاف معطوف على الذكر، أي: [أو] (١) ذكر قوم أشد ذكرا. والكل ضعيف." (٢) أهـ

قال (ش):

" وترك جوابا آخر، هو: أن بعض النحاة (٣) يراه جائزا بلا إعادة جار. " (٤) أهـ

وفي (ع):

" (أو على ما أضيف إليه): بناء على مذهب الكوفيين (٥) المُجوزين للعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الخافض في السعة، أما عن البصريين (٦) فلا يجوز ذلك في السعة، ولكونه مبنيا على مذهب ضعيف مخالف للقياس؛ لأن الضمير المجرور كبعض الكلمة متصلا [كاسمه] (٧)، والجار والمجرور كشاء واحد على ماصرح به المصنف (٨) وصاحب (ك) في


(١) في ب: و. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٢) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / أ).
(٣) جعل جمهور النحاة إعادة الخافض إذا عطف على ضمير الخفض لازما، خلافا ليونس والأخفش والكوفيين، وتبعهم ابن مالك، بدليل قراءة ابن عباس والحسن البصري وغيرهما، كحمزة: {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: ١] بالخفض عطفا على الهاء المخفوضة بالباء، "وحكاية قطرب" عن العرب: "ما فيها غيره وفرسه"، بالخفض عطفًا على الهاء المخفوضة بإضافة "غير" إليها، وليس في القراءة، والحكاية إعادة خافض، لا حرف في الأولى ولا مضاف في الثانية. ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين (٢/ ٣٧٩) [لأبي البركات الأنباري ت: ٥٧٧ هـ، المكتبة العصرية، ط: الأولى ١٤٢٤ هـ- ٢٠٠٣ م]، شرح ابن عقيل (٣/ ٢٤٠)، شرح التصريح (٢/ ١٨٣).
(٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٢) بالمعنى.
(٥) الكوفيون: هم أصحاب مدرسة نحوية، نشأت بمدينة الكوفة بعد نشأة مدرسة البصرة، واشتهر أصحابها بالأخذ بالسماع. ومن أهم أصحابها: الكسائي والفراء وثعلب. ينظر: المدارس النحوية (١/ ١٥٣) [لشوقي ضيف ت: ١٤٢٦ هـ، دار المعارف].
(٦) البصريون: هم أصحاب مدرسة نحوية، نشأت بمدينة البصرة، واشتهر أصحابها بالأخذ بالقياس. ومن أهم أصحابها: الخليل وسيبويه والأخفش الأوسط والمبرد وغيرهم. ينظر: من تاريخ النحو العربي (١/ ٣٤) [لسعيد بن محمد الأفغاني ت: ١٤١٧ هـ، مكتبة الفلاح]، المدارس النحوية (١/ ١١).
(٧) في ب: باسمه. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٨) أي: القاضي البيضاوي.

<<  <   >  >>