وكذا ذكره القرطبي (٢/ ٤٣٢) عن عليّ بغير إسناد، وبصيغة التمريض قائلا " فَرُوِي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " وذكره، ثم عقبه قائلا " قلت: وهذا فيه بُعْد، ولا يصح عن عليّ، لأن النار حقيقة في النار المحرقة، وعبارة المرأة عن النار تجوّز." أهـ وقد قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٢٠٥ - ٢٠٦) ما معناه: " والصواب في ذلك أن الحسنة في الدنيا تشمل كلّ خير دنيويّ، وأما في الآخرة، فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذ فقد حُرم جميع الحسنات." وقال الإمام ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٥٨): " فالحسنة في الدنيا تشمل كلّ مطلوب دنيويّ، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنئ، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسن في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة: فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام." أهـ (٢) أخرجه الإمام الترمذي في سننه (٥/ ٣٩٩) أبواب الدعوات، باب: بَاب مَا جَاءَ فِي عَقْدِ التَّسْبِيحِ بِاليَدِ، رقم: ٣٤٨٨. وأخرجه الإمام البيهقي في " شعب الإيمان " (٣/ ٣١٢) رقم: ١٧٤٣، باب: نشر العلم وألا يمنعه أهله، فصل: قال: وينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجه الله تعالى. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٧/ ١٩٩) كتاب: الزهد، كلام الحسن البصري، رقم: ٣٥٣١٥ [تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد - الرياض، ط: الأولى، ١٤٠٩ هـ]. وأخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان" (٤/ ٢٠٥) رقم: ٣٨٧٨. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٥٨) رقم: ١٨٧٩. وقال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري " (١١/ ١٩٢): أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح. [رقَّم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة - بيروت، ١٣٧٩ هـ] (٣) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٠). (٤) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٢).