للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: نزلت في الأخنس بنِ شُرَيقٍ الثقفي وكان حسنَ المنظر حلوَ المنطق

ــ

وأصل العذر: اللحافيق (١)، كأنه يعذر سالكه، واللحافيق: شقوق في الأرض، واحدها: اللحفوق، وكذا الأحافيق." (٢)

(قيل: نزلت في الأخنس إلخ) فـ {مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ} " هو: الأخنس بن شريق (٣) كان رجلا حلو المنطق (٤)، إذا لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألان (٥) له القول، وادعى أنه يحبه، وأنه مسلم، وقال: يعلم الله أني صادق. (٦)

وقيل: هو عام في المنافقين (٧)،


(١) لم أقف على هذه الكلمة بصيغة " اللحافيق" بحاء مهملة وفاء موحدة فوقية بعد ألف المد، وإنما الموجود في معاجم اللغة لفظ " اللخَاقِيق " بخاء معجمة وقاف مثناة فوقية بعد ألف المد، ولعله تصحيف من الكاتب.
وأصل لغة اللخاقيق أن تكون بالألف بدلا من اللام أي: الأخاقيق، وهي جمع الأُخْقُوق: وهو نُقَرٌ فِي الأَرْض وَهِي كُسورٌ فِيهَا وَفِي مُنفَرِج الْجبَال، وَفِي الأَرْض المتفقِّرة. أما اللخاقيق باللام جمع اللُّخقُوق فهِيَ لغةٌ لبَعض الْعَرَب. ينظر: تهذيب اللغة - باب الخاء (٦/ ٢٨٦)، تاج العروس - مادة خقق (٢٦/ ٣٥٤).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٧ / أ).
(٣) الأخنس: هو الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج، الثقفي، أبو ثعلبة، حليف بني زهرة، اسمه أبيّ، وإنما لقب الأخنس؛ لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل: خنس الأخنس ببني زهرة، فسمي بذلك. ثم أسلم يوم فتح مكة، وشهد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ -حنينا، فأعطاه مع المؤلفة قلوبهم، ومات في أول خلافة عمر. ينظر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٤/ ١٥٢) [لأبي الفرج بن الجوزي ت: ٥٩٧ هـ، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى، ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م]، أسد الغابة (١/ ١٦٦)، الإصابة (١/ ١٩٢).
(٤) المنطق أي الكلام المنطوق وليس العلم المشهور.
(٥) أَلَانَ: من أَلَانَ القول والشاء إِلانةً: أي جَعَلَه ليناً، واللِّينُ: ضِدُّ الْخُشُونَةِ، قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ} [آل عمران: ١٥٩]، ويقال: ألان للقوم جَناحه: أخذهم بالمُلاطفة وعاملهم بلُطْفٍ ورقّة. ينظر: مختار الصحاح - مادة لين (١/ ٢٨٨)، المعجم الوسيط - باب اللام (٢/ ٨٥٠).
(٦) ذكره الواحدي في أسباب النزول (١/ ٦٥)، وأخرجه الطبري في تفسيره (٤/ ٢٢٩)، رقم: ٣٩٦١، وابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٦٤) رقم: ١٩١٣، ١٩١٧، عن السدي، وإسناده ضعيف معضل (منقطع براويين متتابعين).
(٧) قال ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٦٢): " وَقِيلَ: بَلْ ذَلِكَ عَامٌّ فِي الْمُنَافِقِينَ كُلِّهِمْ. وَهَذَا قَوْلُ قَتَادَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالرَّبِيعِ ابن أَنَسٍ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ، وَهُوَ الصَّحِيحُ."
وقد ورد في ذلك عدة آثار منها ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٦٤)، رقم: ١٩١٢، قال: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَمْزَةُ بْنُ جَمِيلٍ الرَّبَذِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، لَبِسُوا لِلْعِبَادِ مَسْكَ الضَّأْنِ فِي اللِّينِ، يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدَّيْنِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعَلَيَّ تَجْتَرِئُونَ، وَبِيَ تَغْتَرُّونَ؟ وَعِزَّتِي لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَا " قُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ: هَلْ لِهَؤُلَاءِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَصْفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: ٢٠٤]، إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: ٢٠٥] "، =

<<  <   >  >>