للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وتخصيص إيتاء المعجزات بأهل الكتاب مع عمومه للكل؛ لأنهم أعلم من غيرهم بالمعجزات، وكيفية دلالتها على الصدق؛ لعلمهم بمعجزات الأنبياء السابقة (١)." (٢) (ع)

وفي (ز):

" الآية: البينة التي آتاهم إياها، يحتمل أنها معجزات أنبيائهم على ما هو المعنى اللغوي، كفلق البحر لهم، وإنجائهم من عدوهم، وتظليل الغمام عليهم، وإنزال المن والسلوى، ونتق الجبل، وتكليم موسى (٣)، والعصى، واليد البيضاء، وإنزال التوراة إلى غير ذلك. (٤)

ويحتمل أنها: آيات كتبهم على ما هو المتعارف من آيات القرآن وغيره، فإن في التوراة والإنجيل آيات دالة على نبوة محمد (٥) وصحة شريعته، فكفروا بها حيث لم يؤمنوا ولم يبينوا نعته. (٦)

وهذا معنى قول (ق): " الآية البينة: معجزة، أو آية في الكتب شاهدة على الحق والصواب." (٧)." (٨) أهـ

وفي (ش):

" وجوز في الآية أن تكون المعجزة؛ لأنها علامة النبوة، وأصل معنى الآية في اللغة: العلامة. ومن جملتها الكتب الإلهية، والعرف خصها بها عند الإطلاق؛ فلذلك حملها عليها ثانيا." (٩) أهـ


(١) ينظر: روح المعاني (١/ ٤٩٤).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٠ / أ).
(٣) في ب بزيادة: عليه السلام.
(٤) ينظر: تفسير الطبري (٤/ ٢٧١)، الكشف والبيان، للثعلبي (٢/ ١٣١)، النكت والعيون (١/ ٢٦٩)، الوسيط للواحدي (١/ ٣١٤) زاد المسير (١/ ١٧٦)، وأخرج مثله ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٧٤) عن أبي العالية ثم قال: " وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نَحْوُ ذَلِكَ."
(٥) في ب بزيادة: صلى الله عليه وسلم.
(٦) ينظر: معالم التنزيل (١/ ٢٦٩)، مفاتيح الغيب (٦/ ٣٦٦)، مدارك التنزيل (١/ ١٧٦).
وقد ذكر الإمام أبو حيان في تفسيرها أربعة أقوال حيث قال: " الآيات الْبَيِّنَاتُ:
مَا تَضَمَّنَتْهُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ مِنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَتَحْقِيقِ نُبُوَّتِهِ، وَتَصْدِيقِ مَا جَاءَ بِهِ.
أَوْ مُعْجِزَاتُ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ: كَالْعَصَا، وَالْيَدِ الْبَيْضَاءِ، وَفَلْقِ الْبَحْرِ.
أَوِ الْقُرْآنُ قَصَّ اللَّهُ قَصَصَ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ حَسْبَمَا وَقَعَتْ عَلَى لِسَانِ مَنْ لَمْ يُدَارِسِ الْكُتُبَ وَلَا الْعُلَمَاءَ، وَلَا كَتَبَ وَلَا ارْتَجَلَ.
أَوْ مُعْجِزَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: كَتَسْبِيحِ الْحَصَى، وَتَفْجِيرِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، وَانْشِقَاقِ الْقَمَرِ، وَتَسْلِيمِ الْحَجَرِ، أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ." البحر المحيط (٢/ ٣٥٠).
(٧) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٤).
(٨) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٨).
(٩) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٦).

<<  <   >  >>