والدّين مثلهَا، لَكِن الْملَّة تقال بِاعْتِبَار الدُّعَاء إِلَيْهِ، وَالدّين بِاعْتِبَار الطَّاعَة والانقياد لَهُ. وتطلق الملة على أصُول الشَّرَائِع، والدين يشمل أصُول الشَّرَائِع وفروعها. ولَا تُضَاف الملة إِلَّا إِلَى النَّبِي الَّذِي تستند إِلَيْهِ، وَلَا تكَاد تُوجد مُضَافَة إِلَى الله تَعَالَى، وَلَا إِلَى آحَاد أمة النَّبِي، فَلَا يُقَال: مِلَّة الله، وَلَا ملتي، وَلَا مِلَّة زيد، كَمَا يُقَال: دين الله، وديني، وَدين زيد. ينظر: الكليات (١/ ٤٤٣)، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (٢/ ١٦٣٩). (٢) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٧ - ٢٩٨). (٣) ينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٧٣)، تفسير القرطبي (٣/ ٣١)، مدارك التنزيل (١/ ١٧٧)، البحر المحيط (٢/ ٣٦٣)، فتح القدير (١/ ٢٤٥). وقال الإمام الطبري في تفسيره (٤/ ٢٧٩) بعد ذكره لاختلاف الأقوال في الوقت الذي كان فيه ذلك: " ولا دلالة من كتاب الله ولا خبر يثبت به الحجة على أيِّ هذه الأوقات كان ذلك. فغيرُ جائز أن نقول فيه إلا ما قال الله عز وجل: من أن الناس كانوا أمة واحدة، فبعث الله فيهم لما اختلفوا الأنبياءَ والرسل، ولا يضرُّنا الجهل بوقت ذلك، كما لا ينفعُنَا العلمُ به." (٤) حَام وسَام ويَافِث: هم الثلاثة أولاد نُوحٍ - عليه السلام -، وقد ركبوا معه في السفينة هم وأزواجهم فنجوا من الطوفان، وقيل: أنهم هم المقصودون بقول الله - عز وجل -: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات: ٧٧]، وَوَلَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِه الثَّلَاثَة: فَوَلَدَ سَامٌ: الْعَرَبَ وَفَارِسَ وَالرُّومَ. وَوَلَدَ يَافِثُ: الترك والصقالبة وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ. وَوَلَدَ حَامٌ: الْقِبْطَ وَالسُّودَانَ وَالْبَرْبَرَ. ينظر: تاريخ الرسل والملوك، للطبري (١/ ٢٠١)، قصص الأنبياء، لابن كثير (١/ ١٠٩). (٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٢ / أ). وينظر: تاريخ الرسل والملوك (١/ ١٨٧)، قصص الأنبياء، لابن كثير (١/ ١٠٠)، روح المعاني (١/ ٤٩٥).