للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يعبدون الأصنام الخمسة (١)، كان لهم ملك يقال له: درميل بن لامك (٢) بن خبج بن قابيل، وهو أول من شرب الخمر، واتخذ القمار، وقعد على الأسرة، واتخذ الثياب المنسوجة من الذهب. على ما في قصص الكسائي (٣).

وإنما لم يقل: " بين آدم إلى أن قتل هابيل (٤)." كما في الكواشي؛ لأن هذا الاختلاف لم يكن سببا للبعث؛ لكون النبي أعني آدم موجودا إلى وقت هذا الاختلاف." (٥) (ع)


(١) يقصد الأصنام الخمسة المذكورة في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: ٢٣]، وقد روى الإمام الْبُخَارِيُّ في صحيحه (٦/ ١٦٠)، كِتَاب: تَفْسِيرِ القُرْآنِ، بَابُ: {وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: ٢٣]، رقم: ٤٩٢٠، مِنْ حَدِيث ابْن جريح عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنْصَابًا، وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذا هلك أُولَئِكَ، وانتسخ الْعِلْمُ عُبِدَتْ."
(٢) درميل بن لامك: والمذكور أن اسمه هو: درمسيل بن عويل بن لاميل بن أخنوخ بن قابيل، وَكَانَ جباراً عاتياً، يعبد هُوَ وَقَومه أَصْنَام قوم إِدْرِيس الْخَمْسَة (ودا وسواعا ويغوثَ ويعوقَ ونسرا)، ثمَّ كَثُرُوا حَتَّى صَار لَهُم ألف وَسَبْعمائة صنم، فأمر بأن يقام لهم بيتا من رخام، وأقام الأصنام على كراس من الذهب، متوجين بتيجان مرصعة بالجواهر، وهو أول من شرب الخمر، واتخذ القمار، وقعد على الأسرة، وأمر بصناعة الحديد والنحاس والرصاص، واتخذ الثياب المنسوجة من الذهب. ينظر: بدء الدنيا وقصص الأنبياء (١/ ٨٦ - ٨٧) [لأبي الحسن محمد بن عبد الله الكسائي، ت: ٥٩٧ هـ، تصحيح: إسحق بن بن ساؤول، مطبعة بريل - ليدن - هولندا، سنة: ١٩٢٢ م]، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل (١/ ١٤٢) [لعبد الملك العصامي المكي ت: ١١١١ هـ، تحقيق: عادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م].
(٣) ينظر كتاب: بدء الدنيا وقصص الأنبياء (١/ ٨٦ - ٨٧)، ومؤلفه أبي الحسن محمد بن عبد الله الكسائي المتوفى: ٥٩٧ هـ، هو غير: الإمام عليّ بن حمزة الكسائي القارئ النحوي، المتوفى: ١٨٩ هـ.
ينظر: نزهة الألباب في الألقاب (٢/ ٣٠٧)، خزانة التراث (١١٢/ ٧١٠).
(٤) هابيل: هو ابن آدم - عيه السلام -، وهو الذي ذكر الله - تعالى - قصة مقتله على يد أخيه قابيل في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْأخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: ٢٧]. ينظر: تاريخ الرسل والملوك، للطبري (١/ ١٣٧)، قصص الأنبياء، لابن كثير (١/ ٥٦)، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام (١/ ١٢).
(٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٢ / أ).

<<  <   >  >>