للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأم منقطعة

ــ

(وأم منقطعة (١)) قال (ش):

" هو أحد الوجوه، وجوز اتصالها بتقدير معادل، وكونها منقطعة بمعنى (بل) دون تقدير استفهام، وكون الاستفهام للإنكار بمعنى: لم حسبتم." (٢)

وفي (ك): أنها للتقرير والإنكار، ولا مانع من الجمع بينهما.

وعبارة (ك):

" (أم) منقطعة، ومعنى الهمزة فيها للتقرير وإنكار الحسبان واستبعاده." (٣) أهـ


(١) (أم) تأتي على قسمين " منقطعة " و" متصلة ":
أما المتصلة فهي: التي تقع بعد همزة التسوية نحو قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} [إبراهيم: ٢١]، والتي تقع بعد همزة مغنية عن (أي) نحو: {ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} [النازعات: ٢٧].
فإذا لم يتقدم على (أم) همزة التسوية ولا همزة مغنية عن (أي) فهي منقطعة، وتفيد الإضراب كـ (بل) كقوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} [السجدة: ٢ - ٣]، أي: بل يقولون افتراه.
وأم المنقطعة تدل على الإضراب في كل مثال، وقد تدل - مع دلالتها على الإضراب- على الاستفهام الحقيقي، نحو قولهم: "إنها لإبلٌ أم شاءٌ"، أي: بل أهي شاء.
أو الإنكاري، كقوله تعالى: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} [الطور: ٣٩]، أي: أله البنات.
وقد تُفيد الإضراب وحده، ولا تدل على الاستفهام أصلا، نحو: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [الرعد: ١٦]، أي: بل هل تستوي، إذ لا يدخل استفهام على استفهام.
وأم المنقطعة لا تأتي للدلالة على الاستفهام وحده في مثال ما، خلافا لبعضهم كأبي عبيدة.
ينظر: اللمحة في شرح الملحة (٢/ ٦٩٧)، أوضح المسالك (٣/ ٣٣١)، شرح ابن عقيل (٣/ ٢٢٩).
(٢) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٨).
ملخص آراء العلماء في «أم» في قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ}:
" «أم» هذه فيها أربعةُ أقوالٍ:
الأول: أنْ تكونَ منقطعةً فتتقدَّر بـ «بل» والهمزةِ. فـ «بل»: لإِضرابِ انتقالٍ من إخبارٍ إلى إخبارٍ، والهمزةُ: للتقريرِ، والتقديرُ: بل أحَسِبْتُم. [ينظر: الوسيط، للواحدي (١/ ٣١٧)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٧١)، مدارك التنزيل (١/ ١٧٨)، التحرير والتنوير (٢/ ٣١٤).]
والثاني: أنها لمجردِ الإِضرابِ من غير تقديرِ همزةٍ بعدها. [نسبه كثير من المفسرين إلى الإمام الزجاج، ولم أجده في معاني القرآن وإعرابه (١/ ٢٨٥).]
والثالث: أنها بمعنى الهمزةِ، فعلى هذا يُبْتَدَأُ بها في أولِ الكلامِ. ولا تحتاجُ إلى الجملةِ قبلَها يُضْرَبُ عنها. [ينظر: معاني القرآن للفراء (١/ ١٣٢).]
والرابع: أنها متصلةٌ، ولا يَسْتَقِيمُ ذلك إلا بتقديرِ جملةٍ محذوفةٍ قبلَها، فقدَّرَهُ بعضُهم: فَهَدَى اللَّهُ الذين آمنوا، فصَبَروا على استهزاءِ قومهم، أفتسلُكون سبيلَهم أم تحسَبون أن تدخلوا الجنة من غير سلوكِ سبيلهِم. ... [نقله الإمام الرازي عن القفال (٦/ ٣٧٨).] " أهـ ... الدر المصون (٢/ ٣٨٠).
وقال الإمام أبو حيان في " البحر المحيط " (٢/ ٣٧٢): " وَالصَّحِيحُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ."
(٣) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٦).

<<  <   >  >>