(٢) الأَهِلَّة: جمع الْهِلَال، وهو القمر في أوّل ليلة والثّانية، ثم يقال له القمر، ولا يقال: له هِلَالٌ. ينظر: مادة (هلل) في: الصحاح تاج اللغة (٥/ ١٨٥١)، المفردات (١/ ٨٤٣). (٣) حاشية الطيبي على الكشاف (٢/ ٣٦٤ - ٣٦٥) باختصار. الأصل في كلام الطيبي هذا أنه رد على كلام السكاكي حيث قال في " مفتاح العلوم " (١/ ٣٢٧) ما ملخصه: " إخراج الكلام لا على مقتضى الظاهر [له] أساليب متفننة، ولكل من تلك الأساليب عرق في البلاغة، يتشرب من أفانين سحرها. [ومنها: ] تلقي المخاطب بغير ما يترقب، كما قال [الشاعر، وذكر بيتيّ شعر كمثال]. أو السائل بغير ما يتطلب، كما قال تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}، قالوا في السؤال: ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط، ثم يتزايد قليلا قليلا حتى يمتلئ ويستوي، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ؟ فأجيبوا بما ترى، وكما قال: {يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}، سألوا عن بيان ما ينفقون فأجيبوا ببيان المصرف ... إلخ، وأن هذا الأسلوب الحكيم لربما صادف المقام فحرك من نشاط السامع ما سلبه حكم الوقور، وأبرزه في معرض المسحور." أهـ (٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٩ - ٣٠٠). (٥) عمرو: هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي، المتوفى: ٣ هـ، صحابي. كان في الجاهلية من سادات بني سلمة وأشرافهم، وهو آخر الأنصار إسلاما. شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، واستشهد بأحُد، وَكَانَ عَمْرو بْن الجموح أعرج فقيل لَهُ يَوْم أحد: والله مَا عليك من حرج؛ لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى، وَقَالَ: والله إِنِّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة وَقَالَ: اللَّهمّ ارزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي خائبا، فاستشهد، فقال رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " والذي نفسي بيده لقد رَأَيْته يطأ فِي الجنة بعرجته ". ينظر: الاستيعاب (٣/ ١١٦٨)، أسد الغابة (٤/ ١٩٤)، الإصابة (٤/ ٥٠٦).