للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وعتبة بن غزوان (١) بعيرا لهما يتعقبانه (٢) فتخلفا في طلبه، ومضى عبد الله في بقية أصحابه حتى نزلوا نخلة بين مكة والطائف (٣).

فبينا هم كذلك مرت عير لقريش تحمل زبيبا وأدما (٤) وتجارة الطائف، وفي العير عمرو بن الحضرمي، والحكم بن كيسان، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، ونوفل بن عبد الله المخزوميان، وكان ذلك آخر يوم من جمادى الآخرة، وكانوا يرون أنه من جمادى وهو من رجب، فرمى واحد من أصحاب عبد الله بن جحش عمرا الحضرمي بسهم فقتله، فكان أول قتيل من المشركين، وأسر الحكم وعثمان فكانا أول أسيرين في الإسلام، وأفلت نوفل فأعجزهم.

واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة،


(١) عتبة: هو عتبة بْن غَزَوَان بْن جَابِر بن وَهْب بْن نسيب، الحارثي المازني، أبو عبد الله، المتوفى: ١٧ هـ، كان إسلامه بعد ستة رجال، فهو سابع سبعة فِي إسلامه. هاجر إلى أرض الحبشة وَهُوَ ابْن أربعين سنة، ثُمَّ قدم على النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بمكة، وأقام معه حَتَّى هاجر إِلَى المدينة، ثُمَّ شهد بدرا، والمشاهد كلها، وشهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص. وهو باني مدينة البصرة. وجهه عمر إلى أرض البصرة واليا عليها، وكانت تسمى " الأبلّة " فاختطها عتبة ومصرها. وسار إلى ميسان وأبزقباذ فافتتحهما. وقدم المدينة لأمر خاطب به أمير المؤمنين عمر، ثم عاد فمات في الطريق. وكان من الرماة المعدودين. روى عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أربعة أحاديث. ينظر: الطبقات الكبرى (٣/ ٧٢)، الاستيعاب (٣/ ١٠٢٦)، أسد الغابة (٣/ ٥٥٨)، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٣١٩).
(٢) يتعقبانه: أي يركبه هذا عقبة وهذا عقبة، أي هذا نوبة وهذا نوبة. ينظر: المصباح المنير - مادة عقب (٢/ ٤١٩).
(٣) الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع ميل قليل إلى الجنوب، على مرحلتين من مكة، وقيل: بينهما ستون ميلاً، وهي إحدى القريتين المذكورتين في القرآن، وكان اسم الطائف (وج) سميت بـ: وج بن عبد الحي من العمالقة، ثم سكنتها ثقيف، فبنوا عليها حائطاً مطيفاً بها فسموه الطائف. وهي مدينة صغيرة متحضرة، مياهها عذبة، وهواؤها معتدل، وفواكهها كثيرة وضياعها متصلة وعنبها كثير جداً، وزبيبها معروف يتجهز به إلى جميع الجهات، وأكثر فواكه مكة من الطائف، وبها تجار مياسير، وجل بضائعهم الأديم .. وتقع الطائف على جبل (غزوان) وبه جملة من قبائل هذيل، وهو جبل مشهور بالبرد، وربما جمد الماء في الصيف لشدة برده. ... ينظر: آثار البلاد وأخبار العباد (١/ ٩٧)، الروض المعطار في خبر الأقطار (١/ ٣٧٩) [لمحمد بن عبد الله الحِميرى ت: ٩٠٠ هـ، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة - بيروت، ط: الثانية، ١٩٨٠ م]، المعالم الأثير في السنة والسيرة (١/ ١٧٠).
(٤) الأَدَم: جمع أَدِيم، والأديم يطلق على: الجِلْد المدبوغ. وعلى الطعام المأدوم فيه دُهْن ونحوه يطيّبه.
ينظر: مادة أدم في: تاج العروس (٣١/ ١٩٢)، معجم اللغة العربية المعاصرة (١/ ٧٦).

<<  <   >  >>