وكان لعَبْد الرَّحمن ثلاث رحلات: رحلة مع أبيه في سنة حج، سنة خمس أو ست وخمسين في رجوعه من الحج، ثم حج ثانية بنفسه مع مشايخ من أهل العلم من الرَّي مُحَمَّد بن حَمَّاد الطِّهْرَاني وغيره، في الستين ومائتين، والرحلة الثانية: بنفسه إلى مِصْر ونواحيها، والشَّام ونواحيها في الثنتين والستين، والرِّحلة الثلاثة: إلى أَصْبَهان، إلى يُوْنُس بن حَبِيب، وأُسَيْد بن عاصم وغيرهما، سنة أربع وستين.
وقال مُحَمَّد بن جَعْفَر الزنجاني، يقول: سمعت أبا الفَضْل الترمذي يقول: كنت مع أبي حاتم إذ خرج من السكة، وعَبْد الرَّحمن في الصلاة يصلي بالناس على رأس مسكنة فوقف، فقال: خفف يا عَبْد الرَّحمن، ثم قال: لا يتهيأ لي أن أعمل ما يعمل عَبْد الرَّحمن.
وقال أبو عَبْد الله القَزْويني الواعظ، : - وقاله بعض إخوانه: أيش خبرك يا أبا عَبْد الله مع أبي مُحَمَّد في الصلاة؟ - فقال: إذا دخلت مع عَبْد الرَّحمن في الصلاة فسلّم نفسك إليه يعمل بها ما يشاء".
وقال الخَطِيب الرَّازي في "جزئه": دخلنا يومًا على عَبْد الرَّحمن بغَلَس قبل صلاة الفجر في مرضه الذي توفي فيه، وكان على الفراش قائمًا يصلي، وكنا جماعة وأبو الحُسَيْن الدَّرَسْتَني في الجماعة، فركع، فأطال الركوع، فقال: أبو الحُسَيْن: هو على العادة التي كان يستعملها في صحته".
وذكره الحافظ أبو الفَضْل صالح بن أَحْمَد الهَمَذَاني في كتابه "سنن التحديث" وقال: "كان إمام زمانه، ونَسِيج وحده، وواحد عصره، فما خَلّف بعده مثله معْرِفَة وصيانة، وورعًا وديانة، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
سمعت أبا عَبْد الله الحُسَيْن بن علي يقول: سمعت أبا بَكْر الدّاركي يقول: