وسمعت القاسم بن أبي صالح يقول: جرت مسألة عند أبي حاتم، فأفتى فيها عَبْد الرَّحمن ابنه، فقال أبو حاتم: عَبْد الرَّحمن ثقة منا.
وسمعت جَعْفَر بن أَحْمَد يقول سمعت أبا حاتم يقول: قد شاركني ابني عَبْد الرَّحمن في مائة ألف حديث".
وقال أبو الفَضْل صالح بن أَحْمَد الهَمَذَاني - كما في "تارِيخ بَغْداد" -: "سمعت أبا عَبْد الله الزَّعْفَراني يقول: رَوَى ابن صاعِد ببَغْداد في أيامه حديثًا أخطأ في إسناده، فأنكر عَلِيه ابن عُقْدة الحافظ، فخرج عَلِيه أصحاب ابن صاعِد، وارتفعوا إلى الوَزِير عَلي بن عِيْسى، وحَبَس ابن عُقْدَة، فقال الوَزِير: من يُسْأل ويُرْجَع إليه؟ فقالوا: ابن أبي حاتم، قال فكتب إليه الوَزِير يسأله عن ذلك، فنظر وتأمل، فإذا الحديث على ما قال ابن عُقْدَة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عُقْدَة، وارتفع شأنه".
وقال الخَلِيلي في "الإرشاد": "أخذ علم أبيه، وأبي زُرْعَة، وكان بَحْرًا في العلوم، ومَعْرِفَة الرِّجال، والحديث الصحيح من السقيم، وله من التَّصانيف ما هو أشهر من أن يُوْصَف في الفقه، والتواريخ، واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان زاهدًا يُعَدُّ من الأبدال، يقال: إن السُّنَّة بالري خُتِمَت به، وأمر بدَفْن الأُصُول من كُتِب أبي زُرْعَة وأبي حاتم، وَوَقَف من الكُتُب تصانيفه، وكان وصيُّه ابن الدَّرسْتِينِي.
وقال - أيضًا -: كان يقال: أئمة ثلاثة في زمان واحد: ابن أبي داود ببَغْداد،