بن إلياس به، وزاد بعد قوله:"ولا تشبهوا باليهود التي تجمع الأكناف في دورها"، وقال في خالد: يروي الموضوعات عن الثقات، لا نحب أن يكتب حديثه إلا على جهة التعجب، وأسند عن يحيى بن معين أنه قال: ليس بشيء.
الثانية: قوله: ورواه من طريق أخرى عن أبي ذر، وفيها شهر بن حوشب. . . إلخ، فإن أبا ذر لم يرو هذا الحديث أصلًا، إنما روى حديثًا فيه ذكر الجواد، والشارح رأى أحدًا استدل بهذا الحديث على أن من أسمائه تعالى "الجواد"، وذكر في الباب حديث أبي ذر فظن أنه يقصد الحديث بتمامه، فاسمع حديث أبي ذر قال الترمذي [رقم ٢٤٩٠]:
حدثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن ليث عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه عز وجل: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيت فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على اتقى قلب عبد من عبادي ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منكم ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد، عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول كن فيكون"، قال الترمذي: هذا حديث حسن اهـ.
فانظر الحديث الذي ذكره الناس فظنه الشارح كحديث الترجمة.