والأوسط ورجاله ثقات، وهكذا قال الحافظ المنذري في الترغيب والواقع أنه ليس في سند الحديث أبو سعيد البقال، قال الطبراني [١٠/ ٢٧٤]:
حدثنا أبو خليفة ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن ابن مسعود قال:"لما أقطع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة أقطع الدور، وأقطع ابن مسعود فيمن أقطع، فقال له أصحابه: يا رسول اللَّه نكبه عنا، قال: فلم بعثني اللَّه إذًا؟ إن اللَّه لا يقدس أمة. . . ". وذكره.
ورواه أبو نعيم في الحلية [٧/ ٣١٥] عن الطبراني وقال: غريب من حديث ابن عيينة ما رواه عنه متصلًا إلا الجمحي فيما أعلم.
ورواه ابن سعد في الطبقات [٣/ ١/ ١٠٨] مرسلًا دون ذكر ابن مسعود فقال:
أخبرنا محمد بن عمر ثنا ابن جريج وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال:"لما قدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أقطع الناس الدور فقال يحيى من بني زهرة -يقال لهم: بنو عبد بن زهرة-: نكب عنا ابن أم عبد، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فلم بعثني اللَّه إذًا؟ إن اللَّه لا يقدس قومًا لا يعطى الضعيف منهم حقه".
وأما قوله: وظاهر صنيعه أنه لا يوجد مخرجًا في شيء من الستة. . . إلخ، فسخف معلوم وجهل مشئوم اعتاد الشارح تسويد الورق به، وكنت أظن أن ذلك منه عن بلادة وغفلة إلى أن وصلت إلى هذا الحديث فعلمت أن ذلك منه مجرد تهويل قاصدًا به الازدراء على المصنف والإكثار من الحط عليه بالباطل المتعمد، لأنه لم يأت بأول الحديث، بل قال: والأمر بخلافه، فقد خرجه ابن ماجة بلفظ:"لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم. . . " إلخ.
فانظر هذا التلبيس العجيب، فإنه أتى بلفظ يوهم أن ابن ماجه خرج الحديث كما عند المصنف بلفظ:"إن اللَّه لا يقدس أمة"، ولكنه قال بعد ذلك:"لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم"، مع أن لفظ الحديث عند ابن ماجه