التيسير، ثم لما وقفت على الشرح الكبير المسمى بـ "فيض القدير" وجدته مع عظم نفعه وكثرة فوائده أشد أوهاما وأكثر أغلاطا من التيسير، فجردت ما كتبته على الأول وتتبعت ما وجدته فى الثانى، وبسطت القول فى بيان ذلك وتحقيقه وإيضاحه وتحريره؛ لينتفع به الواقف عليه ويتخذه حكما يرجع فى فصل القول وتحقيق النقل إليه، فإن الشارح لبعده عن هذه الصناعة أكثر من التخليط والأوهام حتى أتى من ذلك بالعجب العجاب وأعدم النفع بكتابه ولم يُبق اعتمادا على شئ من أقواله بل ولا أنقاله، وزاده مع بعده عن دراية هذا الفن انحرافا فى الباب وإبعادا عن الصواب ولعه بالانتقاد على المصنف فى غالب ما يحكم به على الأحاديث وما يعزوه إليه من المصنفات لموجدة عليه فى نفسه وعداء يضمره فى سره، مع أن الحق فى كل ذلك أو جله مع المصنف، إذ أهل مكة أدرى بشعابها، على أنى لا أحابيه فيما صدر منه أو أبرئه مما فيه، بل قد تعقبته أيضا على بعض أوهامه إلا أنها لا تذكر أمام بحور أوهام الشارح -رحمه اللَّه- بل وهى أوهام معدودة، وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
وسميته بـ "المداوى لعلل [الجامع الصغير وشرحى](١) المناوى".
فإن كان التعقيب فى الصغير. قلت:"قال الشارح" وأطلقت، وإلا قيدته بالكبير.
فأقول ومن اللَّه أستمد المعونة والهداية إلى الصواب إنه ولى التوفيق: