قلت: سبق التنبيه على هذا مرارا، وإن المصنف يرمز للحديث بالضعف عوضا عن النصوص والكلام كما فعل في رموز المخرجين، ولو كان للشارح إنصاف لعلم أن سكوت المصنف خير من كلامه فقوله هنا: فيه محمد بن يونس فإن كان الجمال. . . إلخ فرجل لا يميز بين الرجال ولا يعرف الفرق بين طبقاتهم إلى هذا الحد المزري ينبغي له السكوت سترًا لنفسه، فمحمد بن يونس الحارثي الراوي عن قتادة التابعي المتوفي سنة سبع عشرة ومائة كيف يشتبه بمحمد بن يونس القرشي المولود سنة ثلاث وثمانين ومائة وبمحمد بن يونس الجمال الراوي عن سفيان بن عيينة المتوفي سنة ثمان وتسعين ومائة؟! ثم محمد ابن يونس القرشي غير مشهور بهذه النسبة ولا معروف بها وإنما هو مشهور بالكديمي وإنما يذكر القرشي في كتب الرجال لتمام التعريف به، ثم هو من مشاهير الوضاعين الذين يستغرب جدًا عزو نسبتهم إلى الوضع والكذب إلى ابن حبان وحده.
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبراني في الأوسط باللفظ المذكور عن عائشة، فاقتصار المؤلف على الحكيم غير مرضي.
قلت: أما عزو الحديث لكتاب وقف العالم عليه فيه فلا شيء فيه ولا يكلف اللَّه نفسًا إلا وسعها، ومن جعل الطبراني أولى بالعزو من الحكيم والحكيم أسبق وأقدم من الطبراني، والكل يخرج الصحيح والحسن والضعيف والواهي والموضوع، ولو أردنا أن نسخف سخافة الشارح لقلنا: واقتصاره هو أيضًا على الاستدراك بالطبراني في الأوسط الذي يجد العزو إليه وإلى كثير من الكتب في أبواب مرتبة في كتاب مجمع الزوائد [٥/ ٢٤] غير مرضي ولا مقبول، فإن الطبراني لم يخرج الحديث في الأوسط فقط بل خرجه أيضًا في