قال في الكبير: وكذلك رواه ابن حبان والإسماعيلي والبيهقي في الشعب، كلهم عن أبي هريرة موقوفًا، وفيه إسماعيل بن زكريا أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف فيه وهو شيعي غال.
قلت: ما قال الذهبي شيئًا مما نقله عنه الشارح، ولكن قال [١/ ٨١/ ٦٥٦]: صدوق شيعي، ثم نقل اختلافهم فيه، والعزو الذي زاده الشارح أخذه من المقاصد الحسنة للسخاوي [١٠٩/ ٢١٥] فإنه قال: أخرجه أبو يعلي وعنه ابن حبان في صحيحه [رقم ١٩٣٩] والإسماعيلي، ومن طريقه البيهقي في الشعب من رواية إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة موقوفًا.
ورواه الطبراني في الأوسط والدعاء، والبيهقي في الشعب من حديث حفص ابن غياث عن عاصم به مرفوعًا، وقال: لا يروي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد ورجاله رجال الصحيح اهـ.
فالشارح لسوء تصرفه ترك نقل عزوه الحديث إلى الطبراني في الأوسط الذي خرجه مرفوعًا، والمرفوع هو موضوع الكتاب ونقل عزوه إلى من خرجه موقوفًا وليس الكتاب موضعًا للموقوفات فاعجب لهذا التصرف.
ثم على ظاهر كلام السخاوي يكون المصنف وهم في عزوه الحديث مرفوعًا إلى أبي يعلى لأنه لم يخرجه إلا موقوفًا، ويؤيده كون الحافظ الهيثمي اقتصر على عزوه في الزوائد [١٠/ ١٤٦] إلى الطبراني في الأوسط وقال: رجاله رجال الصحيح فلو كان عند أبي يعلى مرفوعًا لذكره مع الطبراني واللَّه أعلم.