رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة" لفظ ابن أبي الدنيا.
الثاني: قال في حديث قبيصة: فيه علي بن أبي هاشم ولم يذكر بعده شيئًا ولعله سقط من قلم الناسخ، والمقصود تضعيف الحديث به وهو ثقة من رجال الصحيح روى عنه البخاري في صحيحه وتكلموا فيه لأجل الوقف، وذلك أمر لا دخل له في العدالة والرواية.
الثالث: أن فيه راويًا لم يسم لم يذكره وأعله بالقصة.
الرابع: حديث قبيصة خرجه البخاري في الأدب المفرد:
ثنا علي بن أبي هاشم قال: حدثني ابن عمر بن زيد بن قبيصة بن زيد الأسدي عن فلان قال: سمعت برمة بن ليث بن برمة أنه سمع قبيصة بن برمة الأسدي قال: كنت عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فسمعته يقول:"أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة"، فعدم استدراكه بالبخاري قصور منه على طريقته، أما المصنف فغير وارد عليه لأنه غير مصدر بـ "أن" في رواية البخاري.
الخامس: حديث عبد اللَّه بن عباس ورد من طريق أخرى ليس فيها عبد اللَّه ابن هارون فأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (١) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان كلاهما من طريق محمد بن عمر وأبو أحمد البلخي:
ثنا عبد اللَّه بن منصور الحراني عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأصبهاني عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعًا بزيادة:"قيل: وكيف ذلك؟ قال: إذا كان يوم القيامة جمع اللَّه أهل المعروف فقال: قد غفرت لكم على ما كان منكم: وصانعت عنكم عبادي ووهبت لكم حسناتكم فهبوها اليوم لمن شئتم؛ لتكونوا أهل المعروف في الدنيا وأهل المعروف في الآخرة" وهي زيادة غريبة فليكشف
(١) ليس في مكارم الأخلاق، بل قضاء الحوائج (ص ٣٢, رقم ١٨).