أحدٍ يُصَلِّي عَليَّ إلا أَبْلَغَنِيهَا، وإِنَّي سَأَلْتُ رَبِّي أَلا يُصَلِّي عليَّ عَبْدٌ صَلاةً إِلا صَلَّى عليه عَشْرَ أَمْثَالِهَا".
(طب) عن عمار بن ياسر
قال الشارح: وهذا الحديث مدني لأن آية الصلاة نزلت بالمدينة وفيه ضعيف ومجهول.
قلت: أما قوله: وهذا الحديث مدني. . . إلخ. فعلم سخيف بارد لا يحتاج إليه، بل هو قريب من العلم الضروري البديهي؛ إذ أكثر أحاديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مدنية، وإذا كانت الآية مدنية فلم لا يكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حدث به وهو في مكة عام الفتح أو في الطريق أو في غزوة من الغزوات فلا يكون مدنيًا، وبالجملة فهذا العلم من أصله سخيف فضلًا عما يقوله الشارح هنا.
وأما قوله: فيه ضعيف مجهول فأخذه من قول الهيثمي: فيه نعيم بن ضمضم ضعيف، وابن الحميري لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، هكذا نقله عنه في الكبير، مع أن الهيثمي لم يقل ذلك، بل قال: نعيم بن ضمضم ضعيف، وابن الحميري اسمه عمران، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال صاحب الميزان: لا يعرف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ.
ومع كونه نسب ذلك إلى الذهبي، فقد سبقه إلى ذلك الحافظ المنذري، فلا يعبر عنه بمجهول كما يفعله الشارح في مثل هذا كما نبهنا عليه مرارًا، فقد ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وذكر حديثه هذا عن عمار نقلًا عن أبيه، ولم يصفه بجهالة.
والحديث أسنده الذهبي في الميزان في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم التيمي، وخرجه جماعة كثيرة منهم الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وابن أبي عاصم في كتاب الصلاة، وأبو القاسم التيمي في "الترغيب" وأبو الشيخ في الثواب، والبزار في مسنده وآخرون.