يريد تفرده من طريق معروفة وإلا فقد رواه هو أيضًا في ترجمة أبي يزيد البسطامي من روايته عن أبي عبد الرحمن السندي عن عمرو بن قيس الملائي به.
لكن شيخ أبي نعيم فيه -وهو أبو الفتح أحمد بن الحسين بن سهل الحمصي- كان كذابا، ولذلك صرح أبو نعيم [١٠/ ٤١] ببطلان هذه الطريق فقال:
وهذا الحديث مما ركب على أبي يزيد، والحمل فيه على شيخنا أبي الفتح فقد عثر منه على غير حديث ركبه اهـ.
ولأجل هذا لم يعتبر أبو نعيم هذا الطريق وصرح بتفرد على بن محمد بن مروان وأبيه بهذا الحديث، وذلك أيضًا بالنسبة لحديث أبي سعيد الخدري وإلا فقد ورد من حديث عبد اللَّه بن مسعود وأنس بن مالك.
فحديث ابن مسعود رواه أبو نعيم في الحلية [٤/ ١٢١] عن أبي أحمد محمد ابن أحمد بن إسحاق عن أحمد بن سهل بن أيوب:
ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا سفيان الثوري وشريك [بن عبد اللَّه](١) وسفيان بن عيينة عن سليمان الأعمش عن خيثمة عن عبد اللَّه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"لا ترضين أحدا بسخط اللَّه، ولا تحمدن أحدا على فضل اللَّه، ولا تَذُمَّنَّ أحدا على ما لم يؤتك اللَّه، فإن رزق اللَّه لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية كاره، وإن اللَّه بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في الرضى واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط"، وقال أبو نعيم: تفرد به العمري.
قلت: كذا وقع في روايته سليمان الأعمش.
ورواه القشيري في الرسالة عن أبي محمد بن الحسين بن فورك: