قال في الكبير: قال الهيثمي: فيه أبو عبيدة بن عبد اللَّه الأشجعي، روى عنه أحمد وغيره ولم يضعفه أحد وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ. وهو ذهول، فإن الأشجعي هذا من رجال الصحيحين.
قلت: هو ذهول حقيقة ولكنه من الشارح لا من الهيثمي الحافظ، فإن أبا عبيدة المذكور لم يرو له من أصحاب الكتب الستة إلا أبو داود وحده، ولم يضعفه أحد كما قال الحافظ الهيثمي، بل ذكره ابن حبان في الثقات وسماه: عبادا، والحديث له عند الطبراني أسانيد متعددة، وأخرجه أيضًا في مكارم الأخلاق عن حفص بن عمر السدوسي:
ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده به، لكنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من موجبات المغفرة إطعام الطعام وبذل السلام".
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [١/ ٢٠٧] عن الطبراني فقال:
حدثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا عبد اللَّه بن داود العابد ثنا إبراهيم بن أيوب عن أبي هانئ إسماعيل بن خليفة عن سفيان الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول اللَّه أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: إن موجبات المغفرة بذل الطعام وحسن الكلام".
قال أبو نعيم: وحدثناه أبو محمد بن حيان هو أبو الشيخ: ثنا علي بن رستم ثنا الهذيل ثنا إبراهيم بن أيوب ثنا أبو هانئ مثله: "بذل الطعام. . . ".
ورواه أحمد بن حنبل فيما أعطاه الأشجعي من كتاب أبيه عن الثوري فقال: "بذل السلام وحسن الكلام".