قال في الكبير: سكت عليه المصنف فلم يشر إليه بعلامة الضعيف فاقتضى جودته، وكأنه لم يقف على قول سلطان هذا الشأن -البخاري- في كتاب خلق الأفعال: إنه لا يصح لإرساله وانقطاعه؛ هكذا قال وأقره عليه الذهبي.
قلت: البخاري قال ذلك حسب الرواية المرسلة أو ترجيحًا منه للإرسال، والرواية الموصولة سندها صحيح بل هو عين سند المرسلة فإن الحديث رواه أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن مهدي.
ورواه الترمذي عن إسحاق بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي أيضًا [٢/ ١٥٠] قال:
حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير به مرسلًا.
ورواه الحاكم في المستدرك [١/ ٥٥٥] عن عبد اللَّه بن محمد بن زياد العدل:
حدثنا جدي أحمد بن عبد اللَّه ثنا سلمة بن شبيب حدثني أحمد بن حنبل به موصولًا عن أبي ذر، ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره على ذلك الذهبي، هكذا رواه في كتاب فضائل القرآن، ورواه في كتاب التفسير عن محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى:
ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا عبد اللَّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح به موصولًا أيضًا، لكن قال: عن عقبة بن عامر بدل: أبي ذر، وزاد [٢/ ٤٤١] أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤١, ٤٢]، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنكم لن ترجعوا إلى اللَّه. . . " وذكره، ثم قال أيضًا: صحيح الإسناد، وأقره عليه الذهبي، مع أن عبد اللَّه بن صالح فيه مقال، والوهم منه في قوله: عقبة بن عامر، إن لم يكن اضطرابًا من زيد بن أرطأة، فإنه روى حديثًا بمعناه عن أبي أمامة وهو لم يدركه، إنما روى عنه