نعم الملبس على الحقيقة بدون شك ولا ريب هو الشارح في كتابه كنوز الحقائق، فإنه يزعم معرفة الحديث والاطلاع على كتب المحققين من أهله، ككتب الحافظ العراقى، وتلميذه الحافظ، وتلميذه السخاوى، والمؤلف والحافظ نور الدين الهيثمى، وإلى كتب هؤلاء المرجع في معرفة غالب الأحاديث ومع ذلك، فقد لبس على الناس في ذلك الكتاب وسخفه بالموضوعات الباطلة المنكرة مع علمه بأكثرها، بل الغالب أنه نقلها من كتب الموضوعات وجعلها كتاب حديث، فهو المدلس الملبس الخداع لأهل العلم والدين، لا المؤلف الإمام الحافظ ناصر الشريعة والذاب عن الدين.
وبعد فلنبين ما وقع له من التلبيس والأخطاء في هذه الجملة وذلك من وجوه:
الأول: أن المصنف غير ملزم بالتبيين كسائر أهل الحديث والمؤلفين الذين منهم الشارح.
الثانى: أنه قد تبرع وبين بالرمز له بعلامة الضعيف.
الثالث: أنه ليس من صنيعه في كتابه نقل كلام الناس على الحديث، لأن ذلك وظيفة الشروح والتخاريج لا المصنفات.
الرابع: أن الخطيب لم يتعقب الحديث ولم يتكلم عليه بحرف واحد ولا ذلك من وظيفته، بل ذكر الحديث ثم ذكر ما قيل في راويه لا باعتبار الكلام على الحديث، بل باعتبار ما قيل في الرجل لأنه بصدد الترجمة.