قال ابن القيم في كتاب الروح بعد إيراده في المسالة العاشرة من هذا الطريق: وراوى هذا الحديث عن سعيد بن المسيب، هلال أبو جبلة مدنى لا يُعرف بغير هذا الحديث ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه هكذا، وذكره الحاكم أبو أحمد والحاكم أبو عبد النه أبو جبل بلا هاء، وحكياه عن مسلم ورواه عنه الفرج بن فضالة وهو وسط الرواية ليس بالقوى ولا المتروك، ورواه عنه بشر بن الوليد الفقيه المعروف بأبى الخطيب، كان حسن المذهب جميل الطريقة، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يعظم أمر هذا الحديث وقال: أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث اهـ.
قلت: وقد قدمنا أن الحديث وقع عند الخرائطى من رواية مفضل بن فضالة بدل فرج بن فضالة. ونقل الحافظ السخاوى في القول البديع عن الحافظ رشيد الدين العطار أنه قال: هذا أحسن طرقه، يعنى رواية هلال أبي جبلة عن ابن المسيب، ثم قال السخاوى: وذكر الشيخ العارف أبو ثابت محمد بن عبد الملك الأيلى في كتابه أصول مذاهب العرفاء باللَّه ما معناه: أن هذا الحديث وإن كان غريبا عند أهل الحديث فهو صحيح لا شك فيه ولا ريب، حصل له العلم القطعى بصحته من طريق الكشف في كثير من وقائعه وأحواله. كذا قال والعلم عند اللَّه تعالى اهـ.
وذكر التاج السبكى في الطبقات أنه خرج جزءًا أملاه في طرق هذا الحديث واستوعبها، قال: وليس هو في شيء من الكتب الستة.
١١٧٥/ ٢٦٥٣ - "إِنْ أتَّخذ منبرًا فقد اتَّخذَهُ أبي إبراهيم، وإنْ أتَّخذ العصا فقد اتَّخذَها أبي إبراهيم"