للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١١٨٤/ ٢٦٧٥ - "إِنْ كنت صائمًا بعد شهرِ رمضان فَصُم المحرَّم، فإنَّهُ شهرُ اللَّه فيه يومٌ تاب اللَّه على قومٍ، ويتوبُ فيه على آخرينَ"

(ت) عن على

قال الشارح في الكبير: قال الزين العراقى: تفرد بإخراجه الترمذى، وقد أورده ابن عدى في الكامل، في ترجمة عبد الرحمن الواسطى، ونقل تضعيف الأئمة له، أحمد وابن معين والبخارى والنسائى اهـ. وما ذكره من تفرد الترمذى به لعله من حديث على وإلا فقد أخرجه النسائى من حديث أبي هريرة، قال: "جاء أعرابى بأرنب شواها فوضعها بين يديه فأمسك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يأكل، وأمر القوم أن يأكلوا، فأمسك الأعرابى فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما يمنعك أن تأكل؟ قال: إنى أصوم من كل شهر ثلاثة أيام فذكره".

قلت: الشارح فضولى جدا، يتعقب الحفاظ فيفضح نفسه ويأتى بمثل هذه المخازى التي لولا فضوله لما وقع فيها، فهذا الحديث الذي استدركه على العراقى مغرب وكلام العراقى في حديث مشرق، وشتان بين مشرق ومغرب. قال النسائى [٤/ ٢٢٢]: أخبرنا محمد بن معمر ثنا حبان ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: "جاء أعرابى إلى رسوله اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأرنب قد شواها" فذكر الحديث إلى قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- "إنى أصوم ثلاثة أيام من الشهر، قال: إن كنت صائما فصم الغر -يعنى البيض-".

فكيف يستدرك بحديث في صيام البيض على حديث في صيام المحرم؟ إن هذا لعجب وأعجب منه أنه لم يذكر محل الشاهد منه حتى يخيل لى (١) أنه يتعمد التدليس والكذب، ولولا أنه تعقب على جده من قبل الأم لقلت: إنه تعمد ذلك، سامحنا اللَّه وإياه.


(١) في الأصل: "له" والسياق يقتضى ما أثبتناه، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>