أصلا، وإنما أخرجوه كلهم عن جابر (١)، قال:"نحرنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- البعير عن سبعة والبقر عن سبعة"، والمصنف يورد المرفوع من كلام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خاصة إلا في الشمائل المصدرة بـ "كان" خاصة، والشارح يعرف هذا جيدا ولكنه يتجاهل.
قال في الكبير: ومر غير مرة أن الحديث إذا كان في الصحيحين لا يعزى لغيرهما، فاقتصار المصنف على ذلك من ضيق العطن وما أراه إلا ذهل عنه.
قلت: ما ضاق عطن المصنف ولا ذهل وإنما الشارح كذاب مدلس وبهات ملبس، فالحديث ما خرجه أحد من أهل الصحيحين من حديث ابن مسعود مرفوعًا من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أصلا.
١٣٨٢/ ٣٢١٧ - "البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالقَولِ"
ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن الحسن مرسلا (هب) عنه عن أنس
قال في الكبير: ورواه القضاعى أيضًا، وقال بعض شراحه: غريب جدا.
قلت: ما رواه القضاعى لا من مرسل الحسن ولا من حديث أنس وإنما رواه من حديث حذيفة [١/ ١٦١، رقم ٢٢] ومن حديث على [١/ ١٦٢، رقم ٢٢٨]، وقول بعض شراحه: غريب جدا، غريب جدا، فالحديث ورد من طرق متعددة من حديث أنس وحذيفة وعلى وأبي الدرداء وابن عباس وابن
(١) مسلم (٢/ ٩٥٥، رقم ١٣١٨/ ٣٥٢)، النسائى (٧/ ٢٢٢)، ابن ماجه (٢/ ١٤٠٧، رقم ٣١٣٢).