يأجركم على العلم حتى تعملوا به، إن العلماء همتهم الرعاية، وإن السفهاء همتهم الرواية، ثم قال ابن عبد البر: هكذا حدثنا به موقوفًا وهو أولى من رواية من رواه مرفوعًا، وعباد بن عبد الصمد ليس ممن يحتج به.
قال في الكبير: وقال (ت): فيه اضطراب اهـ، فاقتصار المصنف على عزوه دون ما عقبه به من بيان حاله غير مرضى، وقضية صنيع المؤلف أيضًا أن الترمذى تفرد به والأمر بخلافه، فقد قال الحافظ في الفتح: خرجه أحمد والترمذي والنسائى وصححه الحاكم.
قلت: المصنف لا ينفل كلام الناس على الأحاديث إلا نادرا وهكذا كل الحفاظ والمؤلفين، لا يوجد فيهم من يلتزم نفل كلام المخرجين عقب كل حديث إلا قول الترمذى: حسن أو صحيح، أو في قول الحاكم: على شرطهما لبيان ثبوت الحديث، ولو كان لهذا الشارح قيمة بين أهل العلم لضربنا به المثل، فإنه لا يفعل شيئًا من ذلك في مؤلفاته، ولكنه ساقط عن درجة الاعتبار، فلا يعتبر لا بذكره ولا بإسقاطه، فإن ذَكَرَ ذَكَرَ كذبا وغلطا وتحريفا وخبطا وتخليطا، وإن سكت سكت عن جهل وعدم معرفة.
وأما قوله: ظاهره أن الترمذى تفرد به من بين الستة. . . إلخ فكذلك هو تفرد به من بين الستة، والنسائى لم يخرجه في سننه الصغرى التي هي أحد