وقال في الكبير: ظاهر اقتصاره على الطحاوى أنه لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه وهو ذهول، فقد خرجه أبو داود في الأضاحى عن جابر [بزيادة] فقال: "البدنة عن سبعة والجزور عن سبعة" ورواه الترمذى بلفظ: "الجزور عن سبعة والبقرة عن سبعة في الأضاحى"، وما أراه إلا ذهل عنه.
قلت: ما ذهل عنه ولكنك كثير النسيان، فإن أبا داود خرجه بلفظ:"البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة"، وقد قدمه المصنف في حرف الباء، وعزاه لأحمد وأبي داود، والعجب أن الشارح يقول: بلفظ: "البدنة"، ولا يتفطن لكون لفظ:"البدنة" ليس هذا موضعها بل موضعها حرف الباء، وهو يستدرك بها في حرف الجيم.
ثم إنه لم يقع أيضًا عند أبي داود بلفظ:"البدنة" كما يقول الشارح، بل بلفظ:"البقرة" كما سبق للمصنف، أما لفظ:"البدنة" فوقع عند أبي داود [٣/ ٩٨، رقم ٢٨٠٩] في رواية لا تدخل في هذا الكتاب أصلًا، وهي قولة:"نحرنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة".
وبهذا اللفظ أيضًا خرجه الترمذى [٤/ ٢١، رقم ١٥٠٢]، فما ذهل المصنف وإنما ذهل الشارح.
ثم إنه قال عن الطحاوى أنه خرج هذا الحديث في مسنده، وليس للطحاوى مسند إنما خرجه في شرح معاني الآثار [٤/ ١٧٥].