وحفص بن غياث ثقة، إلا أنه يهم كثيرًا لأنه كان يحدث من حفظه.
وهذا الحديث الصحيح فيه أنه من كلام النعمان بن بشير، أدرجه في الحديث، فقد خرجه ابن المبارك [ص ٤٧، رقم ١٣٤٩] ومن طريقه ابن قتيبة في عيون الأخبار عن حسين بن حسن المروزى راوية كتب ابن المبارك عنه قال: أخبرنا الأجلح عن الشعبى قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: يا أيها الناس خذوا على أيدى سفهائكم فإنى سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن قومًا ركبوا البحر في سفينة واقتسموها، فأصاب كل واحد منهم مكانًا، فأخذ رجل منهم الفأس فنقر مكانه فقالوا: ما تصنع؟ فقال: مكانى أصنع به ما شئت، فإن أخذوا على يديه نجا ونجوا وإن تركوه غرقوا وغرق".
وأصل هذا الحديث في صحيح البخارى [٣/ ١٨٢، رقم ٢٤٩٣] بسياق آخر ليس في أوله هذا المدرج.
قاله في الكبير: قال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبى.
قلت: لكنه مع ذلك معلول، فإنه من رواية عبد العزيز بن مسلم عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي هريرة به، قال أبو حاتم في العلل [٢/ ١٠٠]: كنا نرى أن هذا غريب، كان حدثنا به أبو عمر الحوضى حتى حدثنا أحمد بن يونس عن فضيل بن عياض عن ابن عجلان عن رجل من أهل الأسكندرية عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فعلمت أنه قد أفسد على عبد العزيز بن مسلم وبين عورته، وحديث فضيل أشبه.