رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فدفعها إليه ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فَضَلَ شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول: فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك".
وبهذا اللفظ رواه أيضا النسائى عن قتيبة عن الليث.
وفى الباب عن جماعة.
٣٨/ ٤٧ - "ابدَأْ بِمَنْ تَعُولُ". (طب) عن حكيم بن حزام
قال الشارح: وفيه من لا يعرف.
وقال في الكبير: رمز المؤلف لصحته، وليس كما قال، فقد قال الهيثمى: فيه أبو صالح مولى حكيم ولم أجد من ترجمه.
قلت: لا أصل لهذا التعقب، فإن الحديث صحيح من وجوه:
أحدها: أنه في الصحيحين من حديث حكيم بن حزام (١) أيضا، وانما لم يعزه المصنف إليهما لأنه عندهما فيه زيادة، وأوله عندهما: "ليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى ومن يستعف يعفه اللَّه ومن يستغن يغنه اللَّه".
وهكذا رواه أحمد [٣/ ٤٠٢] والدرامى [٢/ ٤٠٠] والنسائى [٥/ ٦٩] والبيهقى [٤/ ١٧٧] وجماعة.
ثانيها: أن الحديث له عن حكيم بن حزام طرق متعددة، فإذا كان في أحدها من لا يعرف فله أخرى معروفة الرجال في الصحيحين وغيرهما، ومنها ما عند
(١) البخارى (٢/ ١٥٢، رقم ١٤٧٢)، مسلم (٢/ ٧١٧، رقم ١٠٣٤/ ٩٥).