الناس يعلمون أن موضع البيت فيما هنالك، ولا يثبت موضعه، وكان يأتيه المظلوم والمتعوذ من أقطار الأرض، ويدعو عنده المكروب، فقل من دعا هنالك إلا استجيب له، وكان الناس يحجون إلى موضع البيت حتى بوأ اللَّه مكانه لإبراهيم عليه السلام.
قال في الكبير: الغميصاء، ويقال: الرميصاء: امرأة أبي طلحة، وهي أم سليم خالة أنس، قال: ورواه عنه الديلمى أيضًا.
قلت: في هذا وهمان شنيعان، أحدهما: أن أم سليم هي أم أنس بن مالك لا خالته كما هو أشهر من نار على علم.
ثانيهما: أن الحديث رواه البخارى له ومسلم [رقم: ١٠٥] في صحيحيهما من حديث جابر أيضًا، وإنما لم يعزه المصنف إليهما لأن لفظه عندهما:"رأيتنى دخلت الجنة. . . " الحديث، فموضعه حرف الراء، إلا أن المصنف لم يذكره فيه، وأما الشارح في استدراكه فلا يعتبر مراعاة الحروف، ولو علم ذلك لأسخف سخافته المعروفة، ولكن اللَّه تعالى سلم فلم يعرف إلا أنه في الديلمى.