السادس: أنه قال: ومن طريق الطبرانى عمران بن محمد. . . إلخ.
وهو كلام فاسد لا معنى له، وكأنه أراد أن يقول: وفي سند حديث سهل بن سعد عمران بن محمد.
قال الهيثمى: يروى عن أبي حازم، ويروى عنه عبد اللَّه بن محمد ابن عائشة، وليس هو عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب لأن ذاك مدنى، وقال الطبرانى في هذا أنه نصري، وابن سعيد لم يسمع من أبي حازم، ولم أجد من ذكر هذا، هكذا قص الحافظ الهيثمى.
السابع: أن الحافظ الهيثمى قال كما ترى، وليس هو عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، والشارح عكس كلامه فجعل الذي في السند هو عمران ابن محمد بن سعيد، فلو أعطى لعالم أجر على أن يقلب الأحاديث ويتلاعب بالأسانيد لما أحسن -واللَّه- أن يفعل ما يفعله هذا الرجل، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون.
وجملة القول أن الحديث رواه البزار [رقم: ١٥٤] من حديث عبد اللَّه بن مسعود وفيه عيسى بن المختار كما سبق، ورواه أبو داود الطيالسى وأحمد [٤/ ١٢٠]، والبخارى في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود [٤/ ٢٣٣ رقم ٥١٣٩] والترمذى [رقم: ٢٦٧١]، والخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في الحلية [٦/ ٢٦٦] وفي التاريخ [٢/ ٢٦٥]، والقضاعى في مسند الشهاب، والطبرانى [٦/ ٢٣٠]، والخطيب [٧/ ٣٨٣]، وآخرون كلهم من رواية الأعمش عن أبي عمرو الشيبانى عن أبي مسعود البدرى الأنصارى، إلا أنه عند بعضهم بلفظ:"من دل"، كما ذكرته وسيأتى، ورواه الطبرانى والطحاوى في مشكل الآثار [١/ ٤٨٤] من حديث سهل بن سعد الساعدى، وهو عند الأخير من رواية عمران بن يزيد القرشى عن أبي