وقال في الكبير عن الهيثمى: فيه يزيد الرقاشى مختلف في الاحتجاج به.
قلت: لا يقال عن الحديث ضعيف مع أنه مذكور قبله وبعده بأسانيد حسنة صحيحة، ورواه عن أنس جماعة، وليس كل سند فيه ضعيف يحكم عليه بالضعف لأنه لا يحكم على رواية الضعيف بالضعف إلا لما يتطرق من الظن فيه، فإذا عرف من طرق أخرى حديثه فلا معنى للحكم على حديثه بالضعف؛ إذ الضعف ليس هو من ذاته وإنما هو من جهة الظن به، وقد ارتفع ذلك وزال بمتابعة غيره له من الثقات، والحديث هو عين الذي قبله وبعده اختلفت ألفاظه باختلاف طرقه، والمصنف يتبع ألفاظ الكتب فيدعوه ذلك إلى التعدد والتكرار.
وقد أخرج هذا الحديث عينه من رواية الرقاشى أيضًا ابن ماسى في فوائده، والتنوخى في أماليه. بلفظ آخر، فقال ابن ماسى:
حدثنا الحسن بن علوية القطان ثنا عاصم بن على ثنا المسعودى عن يزيد الرقاشى عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".
وقال أبو القاسم التنوخى في أماليه:
حدثنا أبو الحسين عبد اللَّه بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبى ثنا الحسن بن علوية القطان به مثله.