قال في الكبير: قال عبد الحق: هو مع إرساله ضعيف، قال ابن القطان: وعلته أن الصلت لا يعرف حاله، قال ابن حجر في التخريج: رواه البيهقى من حديث ابن عباس موصولًا وفي سنده ضعف، وأعله ابن الجوزى بمغفل ابن عبد اللَّه، فزعم أنه مجهول فأخطأ، لكن قال البيهقى: الأصح وقفه على ابن عساكر، وقال في الفتح: الصلت ذكره ابن حبان في الثقات وهو مرسل جيد أما كونه يبلغ درجة الصحة فلا.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: بل الأصح وقفه على ابن عساكر غلط واضح، والصواب: على ابن عباس.
الثانى: أنه اختصر كلام الحافظ وحذف منه ما تتم به الفائدة، وعبارته في التلخيص عقب ذكر المرسل: ورواه البيهقى [٩/ ٢٤٠] من حديث ابن عباس موصولا وفي إسناده ضعف، وأعله ابن الجوزى بمغفل بن عبيد اللَّه فزعم أنه مجهول فأخطأ، بل هو ثقة من رجال مسلم، لكن قال البيهقى: الأصح وقفه على ابن عباس، وقد صححه ابن السكن، وقال: وَرُوى عن أبي هريرة، وهو منكر أخرجه الدارقطنى، وفيه مروان بن سالم، وهو ضعيف اهـ.
الثالث: ما قاله عبد الحق وابن القطان من أنه ضعيف مع إرساله غير صواب، فإن رجاله ثقات، قال أبو داود في المراسيل:
حدثنا مسدد ثنا عبد اللَّه بن داود ثنا ثور بن يزيد عن الصلت به، وهؤلاء كلهم ثقات والصلت وثقه أيضًا ابن حبان إلا أنه ذكره في أتباع التابعين فيكون الحديث معضلا.