قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم وليس كذلك، بل رواه البخارى في الاعتصام عن أبي هريرة.
قلت: البخارى خرجه [٩/ ١١٧] بلفظ: "دعونى" فموضعه على اصطلاح المصنف في كتاب حرف الدال، والشارح يتغافل عن ذلك، ويتجاهله عمدًا، وقد أخرج الحديث جماعة منهم: الطحاوى في مشكل الآثار [٣/ ٢٠٢]، وابن بشران في فوائده، وأبو الفضل الجاروذى في جزئه، ومن طريقه الذهبى في التذكرة وآخرون.
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه وكأنه ذهول، فقد خرجه أبو داود باللفظ المزبور من حديث جابر.
قلت: هذا كذب على أبي داود ما خرجه أبو داود باللفظ المزبور، إنما خرجه [رقم: ٢٨٢٨] بلفظ: "ذكاة الجنين ذكاة أمه" وقد عزاه المصنف في الذي قبله لأبي داود والحاكم، ثم إن الحديث موضوع ظاهر البطلان والافتعال وإن زعم ابن حبان أنه موقوف على ابن عمر، فإن الذي يميل إليه القلب أنه مصنوع في عهد أبي حنيفة.
قال ابن حبان في الضعفاء [٢/ ٢٧٥]:
ثنا عبد اللَّه بن قحطبة ثنا وهب بن بقية ثنا محمد بن الحسن المزنى عن محمد ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- به.